شهدت محافظة الحديدة اليمنية تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق مع تنفيذ إسرائيل غارات جوية هي الأولى من نوعها على أهداف قالت إنها تابعة لجماعة الحوثيين، وذلك ردًا على استهداف مطار بن غوريون بصاروخ باليستي فرط صوتي. الهاتفات الإسرائيلية أدت إلى اشتعال النيران في مواقع متعددة بميناء الحديدة ونواحيه، فيما وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنه ضربة قاسية لتعطيل النشاط الحوثي.

الهجمات الجوية الإسرائيلية على الحديدة

أعلنت هيئة الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربات جوية مكثفة استهدفت ميناء الحديدة غربي اليمن، حيث شاركت عشرات المقاتلات في هذه الغارات. وحسب ما تداولته الصحف الإسرائيلية مثل “جيروزاليم بوست” و”يسرائيل هيوم”، فقد تضمنت الهجمات قصف مواقع مهمة تشمل أرصفة تفريغ البضائع ومصانع للإسمنت. مصدر أمني أشار إلى أن العملية تمت عبر ثماني موجات جوية استهدفت بدقة مواقع تعتبرها إسرائيل ذات قيمة استراتيجية بالنسبة للحوثيين، مُستخدمة 48 قنبلة وصواريخ بعيدة المدى لضمان تأثير العمليات.

التنسيق الأمريكي الإسرائيلي في الهجمات على الحديدة

وفق تقارير إعلامية متطابقة، فإن الضربات الجوية الإسرائيلية جاءت بالتنسيق مع الولايات المتحدة التي كانت على علم مسبق بتفاصيل العملية. وعلى الرغم من عدم مشاركة الطائرات الأمريكية فعليًا في الغارات، أكدت عدة مصادر أن الجانبين تعاونا لتحديد الأهداف بدقة وضمان تحقيق الأهداف العسكرية. وصرحت صحيفة معاريف أن الغارات هدفت إلى الحد من نشاط الحوثيين في الحديدة وضرب خطوط إمدادهم العسكرية.

ردود أفعال الحوثيين والمجتمع الدولي

في المقابل، اعتبرت جماعة الحوثيين هذه الهجمات “اعتداء إسرائيلي أمريكي مشترك”، وأفادت أن القصف لم يستهدف فقط مواقع صناعية بل شق طريقه إلى مناطق مأهولة بالسكان في مديريات مثل باجل. وأكدت القناة 14 الإسرائيلية نقلاً عن مسؤول أمني أن الغارات الإسرائيلية تعتبر بداية لمرحلة جديدة من الصراع تهدف لاستهداف قدرات الحوثيين في اليمن. ومع تصاعد الوضع، تترقب جميع الأطراف الدولية الرد الحوثي المحتمل، وسط مخاوف من اتساع رقعة الصراع الإقليمي.

وفي تطور غير مسبوق، أكدت مجموعة من المحللين أن هذه العمليات العسكرية قد تغيّر جذريًا معادلات القوة في المنطقة، خصوصًا مع استخدام صواريخ فرط صوتية في النزاع. المترقبون للأحداث يخشون أن تكون العلاقات الإسرائيلية الأمريكية في المنطقة واحدة من الدوافع الرئيسية وراء هذا الاستهداف المكثف، مما يفتح بابًا للنقاش حول الأبعاد السياسية والاستراتيجية.