تستمر أسعار الذهب في الصعود، حيث وصلت إلى أعلى مستوى لها خلال الأسبوعين الأخيرين، وسط قلق عالمي من السياسات الاقتصادية والتجارية المرتبطة بمبادرات الرئيس الأمريكي. في الوقت ذاته، يترقب المستثمرون بحذر إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن أي تغييرات مرتقبة في أسعار الفائدة، مما يزيد الضبابية حول مستقبل الاقتصاد الكلي.

الذهب كملاذ آمن وسط التوترات الاقتصادية

شهد المعدن الأصفر ارتفاعًا ملحوظًا في المعاملات الفورية بنسبة بلغت 1.4% ليصل إلى 3380.92 دولارًا للأونصة، وفقًا لآخر البيانات، وذلك نتيجة الإقبال المتزايد من قبل المستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن. ويُعرف الذهب بقدرته على حماية الأصول في ظل الاضطرابات السياسية والمالية، مما دفع الكثيرين لتحويل استثماراتهم نحوه. بالإضافة إلى ذلك، دعم توجه الرئيس الأمريكي نحو فرض رسوم جمركية جديدة على المنتجات الخارجية، بما في ذلك الأدوية والأفلام، جاذبية الذهب باعتباره خيارًا استثماريًا آمنًا.

تأثير قرارات الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الذهب

تتجه الأنظار عالميًا نحو الاجتماع المرتقب لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث يتوقع المحللون أن تُحافظ السياسات النقدية على استقرار أسعار الفائدة في الوقت الحالي. ومع ذلك، قد يغير رئيس المجلس، جيروم باول، من هذا المسار في الأشهر المقبلة بناءً على تحسن سوق العمل وقوة البيانات الاقتصادية. بحسب الخبراء، يمكن أن نترقب خفضًا مرتقبًا في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بدءًا من شهر يوليو وحتى نهاية العام. ومن الجدير بالذكر أن أسعار الفائدة المنخفضة تزيد من جاذبية الذهب في الأسواق العالمية، حيث تقلل من تكاليف الفرص البديلة وتدعم القيمة الاستثمارية له.

ارتفاع المعادن النفيسة الأخرى

لم تكن أسعار الذهب وحدها هي التي شهدت ارتفاعًا في الأسواق، فقد ارتفعت أسعار الفضة أيضًا بنسبة 1.5% لتصل إلى 32.99 دولارًا للأونصة، مما يعكس ارتفاع الطلب على المعادن النفيسة ككل. البلاتين بدوره صعد بنسبة 1.3% مسجلًا 971.24 دولارًا، بينما شهد البلاديوم زيادة طفيفة بنسبة بلغت 0.5% ليصل إلى 945.75 دولارًا. تعكس هذه التحركات الحرص المتزايد من المستثمرين على تنويع محافظهم الاستثمارية في ظل عدم اليقين الاقتصادي الراهن.

يؤكد تصاعد أسعار الذهب والمعادن النفيسة الأخرى أن الأسواق العالمية متأثرة بشدة بالقرارات السياسية والاقتصادية الجارية. ومع استمرار حالة عدم الاستقرار، تبقى الأصول الآمنة مثل الذهب والفضة، الخيار الأكثر جذبًا للمستثمرين. مع ترقب الأحداث القادمة وقرارات البنوك المركزية، يزيد الغموض الاقتصادي من اعتماد الملاذات الآمنة كعنصر استثماري أساسي لعام 2023.