أدان البرلماني المصري مصطفى بكري العدوان الثلاثي الذي استهدف اليمن مؤخرًا، مشيرًا إلى أن هذه الضربات تهدد استقرار المنطقة بالكامل، مؤكدًا أن الحلول العسكرية لن تؤدي إلا إلى مزيد من الاضطرابات والكوارث الإنسانية، وأشار إلى أن الشعب اليمني وحده يمتلك الحق في تقرير مصيره بعيدًا عن التدخلات الخارجية، داعيًا إلى التكاتف من أجل إنهاء هذه الأزمات المتفاقمة وتحقيق السلام المنشود.

العدوان الثلاثي على اليمن يهدد الاستقرار في المنطقة

صرح مصطفى بكري بأن الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة وبريطانيا على مواقع متعددة في اليمن، بما فيها ميناء الحديدة، تمثل اعتداءًا صارخًا بحق الشعب اليمني، وأكد أن هذه العمليات تقوض الأمن الإقليمي وتعرض استقرار منطقة البحر الأحمر والخليج العربي لخطر بالغ، وأن كل هذه التدخلات العسكرية تفتح الباب أمام تصعيد خطير يزيد من تعقيد الأزمة اليمنية.

وأشار بكري إلى أن هذا العدوان لا يقتصر على استهداف الحوثيين، بل يمتد إلى تدمير البنية التحتية وقتل المدنيين وتشريد الآلاف، معتبرًا أن هذه المخططات تهدف في الأساس إلى إضعاف اليمن وتحويله إلى دولة غير قادرة على إعادة بناء ذاتها، وهو ما ينعكس سلبًا على المنطقة بأكملها، فقد تعددت الحروب في الشرق الأوسط، لكنها لم تحقق إلا الخراب والمعاناة الإنسانية المستمرة.

الموقف المصري من العدوان الثلاثي على اليمن

أوضح البرلماني المصري أن مصر ترفض أي اعتداء ينتهك السيادة الوطنية للدول العربية، مشددًا على ضرورة احترام سيادة اليمن واستقلال قراره، وأضاف أن الأمن القومي العربي لا يجب أن يُترك في مواجهة التحديات الخارجية دون موقف موحد يحافظ على أمن واستقرار الدول المتضررة مثل اليمن، كما شدد على أهمية الوقوف في وجه التدخلات الخارجية المستمرة باسم التحالفات الدولية، وذلك حتى لا تتحول المنطقة إلى ساحة صراع دائم بين القوى الكبرى.

ودعا بكري الأطراف العربية إلى دعم الشعب اليمني بطرق سلمية تسمح له بالتخلص من أزماته دون الحاجة إلى تدخلات عسكرية، موضحًا أن الحلول السياسية والحوار الوطني الداخلي هما الوسيلتان الأمثل لتجنب تقسيم البلاد أو تدمير اقتصادها ومواردها، فاليمن بحاجة إلى إعادة إعمار وخطة طويلة الأمد لتحقيق الرخاء والاستقرار.

الحل اليمني بعيدًا عن التدخلات الخارجية

أكد مصطفى بكري أن على الأطراف الإقليمية والدولية ترك الملف اليمني لأبنائه، فالشعب اليمني هو الأعلم بمشكلاته والقادر على حلها بطريقة تحفظ له سيادته ووحدته، وأشار إلى أن التدخلات الخارجية غالبًا ما تسعى لتحقيق أجندات خاصة لا تصب في مصلحة الشعب اليمني، وبالتالي فإن إبعاد أطراف الصراع الخارجي سيقلل من احتمالية اندلاع مزيد من العنف وسيمنح أبناء اليمن فرصة لإيجاد حلول مستدامة.

وشدد على أن استمرار العدوان سيؤدي حتمًا إلى تفاقم المآسي الإنسانية في الداخل اليمني، حيث يعاني الشعب من نقص الخدمات الأساسية وانتشار الأمراض والمجاعات، وأكد أن الحل الحقيقي يكمن في إنشاء مبادرات للحوار الوطني تجمع أطياف المجتمع اليمني بعيدًا عن الأطراف الخارجية، وذلك لتمكين اليمنيين بأنفسهم من تحقيق السلام والاستقرار في دولتهم المنكوبة.