أعلن الملياردير المصري ناصف ساويرس، أحد أبرز رجال الصناعة في مصر والمستثمر البارز، أن قطاع الاستثمار الخاص لا يشهد أفضل أيامه.

في حديثه الصريح لصحيفة فاينانشال تايمز، سلّط ساويرس، الذي لطالما شارك في دعم صناديق الاستثمار الخاص، الضوء على تزايد الإحباط داخل القطاع. ويتزايد استياء المستثمرين أمثاله من ركود العوائد، حيث تُكافح شركات الاستحواذ للتخارج من الاستثمارات وتوزيع الأرباح النقدية، في ظل تباطؤ في إبرام الصفقات بعد الجائحة.

التحديات التي تواجه الاستثمار الخاص

أعرب ساويرس بصراحة عن الصعوبات التي تواجهها شركات الاستثمار الخاص في بيع الأصول. ففي ظل بطء وتيرة الاكتتابات العامة الأولية ومحدودية فرص التخارج، تواجه شركات الاستثمار الخاص صعوبة في تحقيق الأرباح.

قال: “شهد الاستثمار الخاص أفضل أيامه… لا يمكنهم التخارج. التخارج صعب للغاية”. يزداد نفاد صبر المستثمرين، حيث أعرب الكثيرون عن استيائهم من قلة العوائد. وأشار الملياردير المصري ناصف ساويرسرقائلاً: “لم تُعيدوا لي أي أموال نقدية خلال السنوات الخمس أو الست الماضية”، مما يعكس الإحباط السائد في هذا القطاع.

الملياردير المصري ناصف ساويرس: جدل صناديق الاستمرارية

انتقد ساويرس أيضاً الممارسة المثيرة للجدل المتمثلة في استخدام “صناديق الاستمرارية” لإعادة تدوير رأس المال. تتضمن هذه الاستراتيجية نقل أصل من صندوق إلى آخر للحفاظ على السيطرة عليه، بدلاً من بيعه أو طرحه للاكتتاب العام.

أدان ساويرس صناديق الاستمرارية ووصفها بأنها “عملية احتيال”، مشيراً إلى أنها تسمح لشركات الاستحواذ بتجنب التخلي عن السيطرة مع الاستفادة من الأصول مرة أخرى. وقد ازدادت شعبية هذه الممارسة بشكل كبير، حيث جُمعت 76 مليار دولار في عام 2024 وحده، بزيادة قدرها 50% عن السنوات السابقة، وفقاً لهوليهان لوكي.

مبيعات أصول OCI: نهج استراتيجي:

شارك ساويرس نفسه بنشاط في عمليات بيع الأصول من خلال شركته OCI، وهي شركة للمواد الكيميائية والأسمدة مدرجة في البورصة الهولندية. في سبتمبر، أنجزت شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة رابع عملية بيع رئيسية، ليصل إجمالي عائدات بيع الأصول إلى 11.6 مليار دولار.

على عكس شركات الاستثمار المباشر، اختار ساويرس البيع لمشترين تجاريين بدلاً من شركات الاستحواذ الأخرى، مما يضمن سهولة المعاملات وإمكانية إعادة التوزيعات النقدية إلى المساهمين.

وزعت أوراسكوم للإنشاء والصناعة 6.4 مليار دولار على المساهمين على مدى السنوات الأربع الماضية، ومن المقرر أن تدفع مليار دولار أخرى بعد إتمام صفقة بيع أعمالها في الميثانول.

انتقاد ساويرس لإدارة الاستثمار المباشر

بالإضافة إلى انتقاده للاستراتيجيات المالية للقطاع، انتقد ساويرس أولويات مديري الاستثمار المباشر. وادعى أن مديري الصناديق يقضون معظم وقتهم في جمع الأموال، وقليلاً جداً في إدارة شركات المحفظة. وقال ساويرس: “إنهم يقضون 90% من وقتهم في جمع الأموال، و10% في إدارة الأعمال”.

تُسلط تصريحاته الضوء على القلق المتزايد من أن شركات الاستثمار المباشر لا تركز بما فيه الكفاية على الأداء التشغيلي للشركات التي تستثمر فيها، مما يؤثر في النهاية على قيمتها وإمكانية التخارج منها.

اقرأ أيضًا: الشرطة الفرنسية تحقق في عمليات اختطاف مليونيرات العملات المشفرة

تراجع أصول الاستثمار الخاص

تنعكس معاناة قطاع الاستثمار الخاص في تقلص أصوله المُدارة. ولأول مرة منذ ما يقرب من عقدين، تقلصت أصول الاستثمار الخاص في عام 2024، بنسبة 2% عن العام السابق لتصل إلى 4.7 تريليون دولار.

أدى تقلب السوق، الناجم جزئيًا عن التوترات التجارية العالمية والتعريفات الجمركية، إلى صعوبة بيع شركات الاستثمار الخاص للأصول بأسعار مناسبة. ومع شراء الأصول بتقييمات مرتفعة في السنوات السابقة، تواجه الشركات الآن تحديات كبيرة في جمع التمويل لاستثمارات جديدة.

مستقبل الاستثمار الخاص

على الرغم من الصعوبات المستمرة، يعتقد ساويرس أن شركات الاستثمار الخاص القادرة على التكيف مع المشهد المتغير ستظل تحقق النجاح. وأشار إلى شركات مثل بلاكستون، التي أصبحت مؤسسات مالية كبيرة قادرة على منافسة بنوك كبرى مثل جي بي مورغان وبنك أوف أمريكا.

اختتم ساويرس حديثه قائلاً: “الوحيدون الذين لديهم مستقبل هم من وجدوا مكانًا منافسًا لجي بي مورجان وبنك أوف أمريكا”، مشيرًا إلى أن الحجم والقدرة على التكيف هما مفتاح النجاح في البيئة الجديدة.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط