نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تفاصيل عمليات التدمير الأسود للسودان - تكنو بلس, اليوم الاثنين 5 مايو 2025 11:18 مساءً
يتساءل المراقبون حول ما حدث ويحدث الآن في السودان من عملية تدمير شاملة طالت المراكز الإعلامية والطبية والجامعات والمدارس وشبكات الكهرباء ومحطات الصرف والمياه، والجسور والكباري، ومراكز الإيواء ومخيمات النزوح، وحتى بنوك الحبوب والنباتات النادرة.
الحرب في السودان غريبة لأنها لم تكن ضد الجيش السوداني وحدة ولكنها كانت ضد كل الدولة السودانية بشعبها وجيشها وتاريخها ومتاحفها وحتى كرامتها وعزتها.
كل هذا حدث بيد أبناء الدعم السريع الذين ينتمون للشعب السوداني، وكأنها عملية انتقام وثأر تاريخي على الرغم من أن هذه المجموعات لم تحاربها الدولة يومًا بل هي من حاربت القبائل الإفريقية متحالفة مع الجيش والدولة السودانية.
وهناك من يذهب إلى أن كل هذا الانتقام تم تنفيذه بأيدي قوى استعمارية مستغلة جهل قادة الدعم السريع لأن قادة الدعم بعقولهم المتواضعة التي لم تتجاوز شهادة الإعدادية عند حميدتي القائد وشقيقه عبد الرحيم القائد الثاني لا يمكنها أبدًا أن تصل إلى هذا التخطيط المنظم لعمليات التدمير التي شملت كل شيء بقصد تغيير الجغرافيا والتاريخ والبشر واستبدالهم بمجموعات بشرية من خارج السودان لا تنتمي لتاريخ وجغرافيا وقبائل وأعراق السودان.
وحصلت الأسبوع من مصادر متعددة على تفاصيل مذهلة حول عمليات التدمير المنظم، منها:
بيع النساء في الأسواق إمعانًا في كراهية وإذلال الإنسان السوداني، لجأت مليشيا الدعم لإنشاء أسواق لبيع النساء المختطفات للعمل كعبدات أو خادمات واستغلالهن جنسيًا، إضافة إلى ما سجلته المنظمات الدولية عن عمليات اغتصاب جماعي لسيدات وفتيات صغيرات، ومنهن من نجون وأدلين بشهادات مروعة حول هذا النوع من الانتقام من كرامة وعزة أبناء السودان غير المسبوق.
وقد وثقت الأمم المتحدة في تقريرها الصادر عام (2024) اختطاف وبيع نساء وفتيات في دارفور ووصفته بـ«جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية»، وهو ما ذهبت إليه أيضًا هيئة مكافحة العنف ضد المرأة بالسودان، حيث سجلت وحدها مئات الحالات لاختطاف وبيع النساء وإن كان العدد الفعلي أكبر من ذلك بكثير لعدم قدرتها على الدخول إلى مناطق النزاع، وأفادت شهادات ناجيات بتعرضهن للاغتصاب الجماعي والبيع في الأسواق وإجبارهن على البقاء كعبدات جنس لأفراد الدعم السريع.
تدمير مركز أبحاث عالمي
والخميس الماضي، فاجأت منظمة الصحة العالمية كل العالم بتدمير الدعم السريع، مركز أبحاث المايستوما (الورم الفطري)، وهو المركز الوحيد في العالم الذي يجري أبحاثه حول هذا المرض النادر، وهو مرض مداريّ مُعدٍ يصيب خصوصا الفئات المحرومة، ويضاف تدمير هذا المركز إلى عمليات التدمير المنظم لكل المراكز الطبية والمستشفيات في السودان.
ولم تكتف قوات الدعم السريع بتدمير هذا المركز، فوفقًا لمنظمة الصحة العالمية، توقفت 70% من المستشفيات والمراكز الطبية عن العمل في السودان، بينما تعرض 20% منها لأضرار جسيمة بسبب هجمات الدعم السريع واحتلالها لتلك المنشآت.
وكان وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، قد كشف في ديسمبر الماضي أن الحرب تسببت في أضرار فادحة للقطاع الصحي تجاوزت 11 مليار دولار، إذ خرج 250 مستشفى من أصل 750 من الخدمة نتيجة الدمار، كما أسفرت هجمات الدعم السريع عن مقتل نحو 12 ألف مدني داخل المستشفيات.
واتهم الوزير قوات الدعم السريع بشن هجمات ممنهجة على المستشفيات والمؤسسات الصحية في الفاشر بإقليم دارفور، مما عطل عدداً كبيراً من المنشآت الطبية الحيوية، وأخرج أكثر من 50% من مراكز غسيل الكلى عن الخدمة، بالإضافة إلى تعرض الصندوق القومي للإمدادات الطبية للنهب، مما تسبب في خسائر بلغت نحو 500 مليون دولار.
تدمير المدارس والجامعات:
أدت اعتداءات الدعم السريع إلى إغلاق 90% من المدارس، ما عطل دراسة أكثر من 19 مليون طفل، وقامت بتحويل مئات المباني المدرسية إلى ثكنات عسكرية، كما أدت الاعتداءات إلى تضرر 75% من الجامعات والمعاهد (104 مؤسسات)، بما في ذلك جامعة الخرطوم التي استخدمت كثكنة عسكرية مع تخريب مكتبتها، وجامعة أفريقيا العالمية التي نهبت معداتها، وجامعة زالنجي التي دمرت بنيتها التحتية بالكامل في مواقعها المتعددة.
وتعمد الدعم السريع شن 88 هجومًا عنيفًا بين أبريل 2023 وأبريل 2024 على المنشآت التعليمية، شملت مدارس في الخرطوم وأم درمان، وتحويل 67.6% من كليات الطب إلى قواعد عسكرية أو مخازن أسلحة، إلى جانب نهب 73.5% من المعدات المعملية والمكتبية في كليات الطب.
وتحت وقع ضربات الدعم اضطر نحو 1.2 مليون طالب جامعي إلى النزوح داخليًا أو اللجوء إلى دول الجوار، في حين فشلت محاولات استئناف الدراسة عن بعد بسبب انقطاع الكهرباء والإنترنت، وتعطلت امتحانات الثانوية العامة لعام 2023، ما هدد مصير جيل كامل.
تدمير محطات الكهرباء والمياه
قامت قوات الدعم السريع بتدمير 90% من شبكات الكهرباء، حيث دمرت 7 محطات رئيسية في الخرطوم وحدها، مع نهب كوابل الكهرباء بشكل ممنهج، كما استهدفت سد مروي، الذي يوفر 40% من إنتاج الكهرباء في السودان، بخمس هجمات بالطائرات المسيرة، مما أدى إلى انقطاع التيار عن ولايات كاملة، وانخفض إنتاج الكهرباء من 3000 ميغاواط قبل الحرب إلى 1100-1200 ميغاواط فقط، مما ترك أكثر من نصف السكان بدون كهرباء.وتقدر تكلفة إعادة إعمار قطاع الكهرباء بأكثر من 10 مليارات دولار، وفقًا لتقارير رسمية.
وأدت الهجمات إلى توقف تشغيل مضخات المياه بسبب انقطاع الكهرباء، مما أثر على 2.25 مليون شخص في الخرطوم وحدها، حيث انخفضت إمدادات المياه إلى 25% من طاقتها، كما تعطلت المستشفيات بسبب عدم توفر الكهرباء، مما زاد من معدلات الوفيات، خاصة في حالات الطوارئ، وأيضًا انخفض إنتاج المحاصيل بنسبة 46% بسبب عدم قدرة المزارعين على تشغيل مضخات الري.
لم يكتف الدعم السريع بكل هذا الدمار، ولكنه تعمد أيضًا تدمير محطات المياه في المنارة وسوبا وبحري، حيث دمرت محطة بحري بالكامل، والتي كانت تنتج 300 ألف متر مكعب يوميًا، وأدى تدمير شبكات التوزيع ونهب المحولات إلى أزمة شرب خطيرة إذ يعاني 60% من مناطق السودان من شح حاد في مياه الشرب.
تدمير مخزون السلالات النباتية النادرة
تعرض بنك السلالات الزراعية المركزي في مدينة ود مدني، والذي يعد من أهم المراكز الوطنية لحفظ التنوع الوراثي للنباتات، للتخريب والنهب من قبل عناصر الدعم السريع، وكان البنك يحتفظ بعينات نادرة من البذور والمحاصيل المحلية التي تمثل جزءًا أساسيًا من الأمن الغذائي والتراث الزراعي السوداني.
وتدمير هذا المخزون يعد ضربة قاسية للجهود العلمية والبيئية في البلاد، وهو لا يمثل فقط خسارة علمية، بل يهدد مستقبل الزراعة المستدامة في السودان، إذ إن هذه البذور كانت تمثل مصدرًا مهمًا لتطوير محاصيل مقاومة للجفاف والآفات، وتعتبر ركيزة أساسية للأمن الغذائي في البلاد.
تدمير المتحف الوطني
ومن أكبر جرائم الدعم السريع، تدمير ونهب المتحف القومي السوداني في الخرطوم بشكل ممنهج في محاولة لطمس الهوية الثقافية السودانية، خاصة أن المتحف كان يضم أكثر من 100، 000 قطعة أثرية توثق حضارات تمتد لسبعة آلاف عام، من ممالك النوبة وكوش وحتى العصور الإسلامية.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو حجم الدمار، حيث لم يتبق سوى بعض التماثيل الضخمة مثل تمثال الملك تهارقا الذي يزن سبعة أطنان، بينما تم نهب المومياوات والقطع الذهبية والأحجار الكريمة، وتحطيم خزائن العرض والغرفة المحصنة التي كانت تحتوي على مقتنيات نادرة.
وأفادت تقارير بأن بعض القطع الأثرية نقلت عبر شاحنات إلى خارج البلاد، وظهرت لاحقًا محاولات لبيعها على مواقع إلكترونية مثل "إي باي".
وطالت عمليات تدمير الهوية الثقافية والتاريخية أيضًا متاحف أخرى مثل متحف القصر الجمهوري، ومتحف بيت الخليفة، ومتحف الإثنوجرافيا، بالإضافة إلى دار الوثائق القومية ومكتبات وجامعات، في محاولة واضحة لمحو الذاكرة الوطنية.
ويبقى أن كل هذه العمليات من التدمير المنظم لا يمكن اعتبارها نتاج حرب أهلية، وأن حجم التخريب المنظم والمتعمد يفوق ذلك الحقد الأسود الذي أظهرته عمليات التمرد على الدولة السودانية، وما حدث من خراب يمكن تفسيره فقط بأن هناك مجموعة من الاستعمار الأبيض المشحونة بالحقد والكراهية والعنصرية ضد أبناء جلدتنا من أصحاب البشرة السمراء، وهم جاءوا إلينا من أقاصي الدنيا كي يقوموا بإبادتنا، لأننا لسنا فقط لا نستحق تلك الثروات التي وهبنا الله إياها، ولكننا أيضًا لا نستحق الحياة لأن وجودنا يعكر صفوهم.
اقرأ أيضاً
السودان: مقتل وإصابة 18 عنصرا من ميليشيا الدعم السريع في الفاشرالجامعة العربية تدين استهداف مرافق الدولة السودانية في بورسودان وكسلا وتحذر من مخططات اسقاط الدولة
فرنسا تدين استهداف مستشفى «أطباء بلا حدود» جنوب السودان
0 تعليق