اظهرت نتائج الانتخابات البلدية في جبل لبنان، ان الفوز لم يقتصر على حزب او مجموعة او زعامات سياسية محدّدة، بل كان عبارة عن خليط مكوّن من تحالفات تداخلت فيها العوامل العائلية مع الحزبية مع النفوذ، لتُنتج مشهداً موزّعاً على مساحة البلديات.

وقال خبير انتخابي ل "النشرة": إن خريطة التحالفات التي اجرتها الاحزاب هي التي أمّنت نجاحها في الاستحقاق البلدي والاختياري في جبل لبنان. وعليه، لا يمكن الجزم لا بفوز مطلق لأي حزب ولا بخسارة مطلقة لحزب آخر او اي مجموعة سياسية.

وإختصر الخبير نفسه المشهد في جبل لبنان بمؤشرات عدّة:

اولاً، لم يحقق حزب القوات انجازاً في البلديات، مقارنة مع خطابه السياسي وأعداد نوابه.

ثانياً، فرض التيار "الوطني الحر" معادلة الصمود والقدرة على حياكة تحالفات ناجحة مع العائلات والقوى المحلية.

ثالثاً، تعرّض الحزب "التقدمي الاشتراكي" لمنافسات انتخابية شرسة، توحي بأن خياراته لم تعد سهلة في المناطق الدرزية، كما كانت في العقود الماضية، رغم تفوقه الشعبي نسبياً.

رابعاً، اثبتت الزعامات السياسية ايضاً قدراتها في مناطقها، بحيث حقق ال المر نجاحاً في عدد من بلدات المتن الاساسية، حافظوا فيه على تمثيلهم انطلاقاً من بتغرين إلى بلدات في الساحل المتني، وكذلك حصل مع الكتائب في بكفيا ومناطق اخرى، وفرض النائب ابراهيم كنعان وجوده ايضاً في منطقته ضهر الصوان اضافة إلى البوشرية، وثبّت نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب شعبيته في منطقته الشوير - عين السنديانة وبلدات اخرى محيطة بها، واستطاع النائب فريد البستاني ان يؤمن فوز اللائحة التي دعمها في دير القمر، وحافظ النائب الان عون على دوره في حارة حريك، ونجح النائبان نعمت افرام وفريد الخازن في جونية، كما في بلدات كسروانية، والنائب زياد حواط في جبيل.

خامساً، خسر بعض النواب والشخصيات السياسية في بلداتهم، كما حصل مع النائب القواتي شوقي الدكاش في العقيبة، او النائب السابق فارس سعيد في قرطبا، علماً ان سعيد نجح في تأمين فوز بلديات جبيلية اخرى اجرى فيها تحالفات مع قوى سياسية، ومنهم التيار الوطني الحر.

سادساً، ثبّت الثنائي الشيعي تمثيله في مناطقه، من دون اي تراجع، بعد ان كانت بمثابة تزكية في بعض البلدات.

بالمحصلة، انتهت الجولة البلدية الاولى، ولا يستطيع خلالها اي فريق ان يقول انه فاز وحده من دون تحالفات سياسية، او فرض حزبيين من مجموعته لرئاسة البلديات. ليتفرّغ الجميع من الان لاستحقاق الاتحادات. ويبرز هنا وضع اتحاد بلديات المتن تحديداً، لوجود منافسة قوية بين ميرنا المر(بتغرين) و نيكول الجميّل(بكفيا). وبحسب المعطيات، فإن الكفة تميل نحو المر لغاية الان.