في خطوة غير مسبوقة، شهدت مصر انطلاق أول تدريب جوي مشترك مع الصين تحت اسم “نسور الحضارة 2025”، مما يعكس تحولًا استراتيجيًا في العلاقات العسكرية بين البلدين. هذا التعاون يأتي في ظل تطورات إقليمية ودولية متسارعة، ويعكس رغبة القاهرة في تنويع شراكاتها الدفاعية.. فما المكاسب التي حصلت عليها القاهرة وبكين من تلك المناورة.

تفاصيل مناورة نسور الحضارة 2025 بين مصر والصين

انطلقت فعاليات التدريب في منتصف أبريل الماضي واستمرت حتى بداية مايو، بمشاركة مقاتلات متعددة المهام من كلا البلدين، وشملت تنفيذ طلعات جوية مشتركة وتبادل الخبرات في مجالات التكتيك الجوي والتخطيط العملياتي.

ويُعد هذا التدريب الأول من نوعه بين القوات الجوية المصرية والصينية، ويهدف إلى تعزيز التعاون العملي وتوطيد العلاقات العسكرية بين البلدين.

قفزة نوعية في متسوى التعاون بين أقدم جيشين في العالم

يرى خبراء عسكريون أن هذه المناورات تمثل قفزة نوعية في مستوى التعاون بين الجيشين المصري والصيني “أقدم جيشين في العالم”، إذ تعكس اختيار الطيران تحديداً مدى الثقة الفنية المتبادلة. كما يشير إلى استعداد كلا البلدين لاختبار قدراتهما التكتيكية جنباً إلى جنب في بيئة عملياتية مشتركة.

هذا التطور يأتي وسط ظروف إقليمية ودولية حساسة، ويعكس رغبة مصر في تنويع مصادر تسليحها وتدريب قواتها على أساليب قتالية متنوعة.

فتح الباب أمام صفقات محتملة

يُتوقع أن يفتح هذا التعاون العسكري بين مصر والصين الباب أمام صفقات تسليح محتملة، خاصة في مجالات الطيران والدفاع الجوي. وقد أشار خبراء إلى أن هذا التدريب المشترك يُظهر قوة العلاقات العسكرية بين البلدين، وأنه يشكل خطوة هامة نحو تعزيز التعاون الدفاعي بين مصر والصين.

تدريب الجيش المصري مع مدرسة جديدة في القوات الجوية

يمثل هذا التدريب فرصة للجيش المصري للاطلاع على أساليب وتكتيكات جديدة في مجال الطيران العسكري، مما يعزز من قدراته ويضيف إلى خبراته المتنوعة. كما يعكس رغبة مصر في تنويع مصادر تدريب قواتها والاستفادة من تجارب دولية مختلفة.

الطائرة الصينية للإنذار المبكر: KJ-500

شاركت طائرة الإنذار المبكر والتحكم الصينية KJ-500 في مناورات “نسور الحضارة 2025”، مما أتاح للقوات الجوية المصرية فرصة فريدة للتعرف على قدرات هذه المنصة المتقدمة. تتميز KJ-500 برادار صفيف مرحلي نشط (AESA) قادر على تغطية 360 درجة، مما يمنحها قدرة عالية على اكتشاف وتتبع الأهداف الجوية والبحرية على مسافات طويلة.

فوائد مشاركتها لمصر:

تعزيز القدرات التكتيكية: أتاحت مشاركة KJ-500 للقوات الجوية المصرية فرصة لفهم كيفية إدارة المعارك الجوية الحديثة باستخدام تقنيات الإنذار المبكر والتحكم.

تقييم القدرات: مكنت المناورات مصر من تقييم أداء KJ-500 في بيئة عملياتية حقيقية، مما يساعد في اتخاذ قرارات مستقبلية بشأن اقتناء مثل هذه الأنظمة.

تنويع مصادر التسليح: تعكس هذه المشاركة رغبة مصر في تنويع مصادر تسليحها والاستفادة من التقنيات المتقدمة المتاحة لدى شركاء جدد.

المقاتلة الصينية J-10C:

تُعد المقاتلة J-10C من الجيل الرابع++، وتتميز بقدرات متعددة الأدوار، حيث تم تجهيزها برادار AESA وأنظمة حرب إلكترونية متقدمة، بالإضافة إلى صواريخ جو-جو بعيدة المدى من طراز PL-15.

هل تفكر مصر في شرائها؟

وفقًا لمصادر عسكرية صينية، فإن مصر أعلنت عن نيتها استبدال جزء من أسطولها القديم من مقاتلات F-16 الأمريكية بمقاتلات J-10C الصينية.

فوائد اقتناء J-10C لمصر

تنويع مصادر التسليح: يساعد اقتناء J-10C في تقليل الاعتماد على المعدات العسكرية الأمريكية، خاصة في ظل القيود التي تفرضها الولايات المتحدة على بعض أنظمة التسليح.

تكلفة مناسبة: تُعد J-10C خيارًا اقتصاديًا مقارنة بالمقاتلات الغربية، مع توفير قدرات قتالية متقدمة.

تعزيز القدرات القتالية: تمنح J-10C القوات الجوية المصرية قدرة على الاشتباك مع الأهداف الجوية من مدى بعيد، مما يعزز من تفوقها الجوي في المنطقة.

وتُظهر مشاركة طائرة الإنذار المبكر KJ-500 والمقاتلة J-10C في مناورات “نسور الحضارة 2025” التقدم الذي تحرزه العلاقات العسكرية بين مصر والصين. ويُتوقع أن تستمر هذه الشراكة في التطور، مما يعزز من قدرات القوات المسلحة المصرية ويمنحها مزيدًا من الخيارات في مجال الدفاع والأمن.

اقرأ أيضًا: في عيد ميلاد ترامب.. الجيش الأمريكي ينظم عرضًا عسكريًا ضخمًا بواشنطن

تواجد الصين في الشرق الأوسط

تعزز الصين وجودها العسكري في الشرق الأوسط بشكل مطرد منذ إرسالها أول فرقة عمل للمرافقة البحرية إلى خليج عدن في عام 2008.

وفي ذلك الوقت، كان الهدف من التواجد الصيني هو مكافحة القرصنة، ولكن على الرغم من تضاؤل تهديدات القراصنة، إلا أن الصين عززت تواجدها في المنطقة واستمرت في استخدام قواتها البحرية الحديثة لتعزيز مصالحها في المنطقة.

ظهور الصين كلاعب في العسكرية العالمية

تسعى الصين إلى تعزيز قدراتها العسكرية لتصبح لاعباً رئيسياً على الساحة الدولية. وقد بدأت في تطوير تقنيات عسكرية متقدمة وزيادة إنفاقها الدفاعي، مما يعكس طموحاتها في تحقيق توازن مع القوى العسكرية الكبرى.

منافسة الصين لأمريكا عسكرياً

تتزايد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة في المجال العسكري، حيث تسعى بكين إلى تعزيز قدراتها الدفاعية وتوسيع نفوذها العالمي. وقد أدى ذلك إلى توترات في مناطق مثل بحر الصين الجنوبي وتايوان، مما يعكس التحديات المتزايدة في العلاقات بين القوتين.

تُعد مناورات “نسور الحضارة 2025” علامة فارقة في العلاقات العسكرية بين مصر والصين، وتعكس تحولاً استراتيجياً في توجهات القاهرة نحو تنويع شراكاتها الدفاعية. في ظل التغيرات الإقليمية والدولية، يُتوقع أن يستمر هذا التعاون في التطور، مما يعزز من مكانة مصر على الساحة الدولية ويمنحها مزيداً من الخيارات في مجال الدفاع والأمن.

اقرأ أيضًا: جوهرة البحرية المصرية.. كيف غيرت ميسترال موازين القوى في شرق المتوسط؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط