مشروع الديمقراطية الاجتماعية: فرصة التيار الثالث في السياسة الأردنية - تكنو بلس

منوعات 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مشروع الديمقراطية الاجتماعية: فرصة التيار الثالث في السياسة الأردنية - تكنو بلس, اليوم الاثنين 5 مايو 2025 07:53 مساءً

جو 24 :

 

في المشهد السياسي الأردني الذي تهيمن عليه ثنائية تقليدية بين اليمين المحافظ المتمثل في الدولة ومؤسساتها، والتيار الإسلامي المعارض، تلوح اليوم فرصة نادرة لبروز تيار ثالث يحمل مشروعاً فكرياً وسياسياً مختلفاً. هذا التيار يمكن أن يتمثّل في الديمقراطية الاجتماعية، بشكل وثوب حداثي جديد والذي يسعى لبلورة موقع جديد خارج اصطفافات الماضي، جامعاً بين قيم العدالة الاجتماعية والحرية وكرامة الإنسان.

يمتلك هذا المشروع مقومات فكرية وتنظيمية تؤهله لأن يكون البديل الذي يبحث عنه الكثير من الأردنيين، خاصة من الشباب والمهمّشين والطبقات الوسطى المتآكلة. بخلاف أحزاب فقدت بوصلة المبادئ أو ذابت في شعارات فضفاضة، يقدّم تيار الديمقراطية الاجتماعية طرحاً متماسكاً يقوم على اقتصاد السوق الاجتماعي، ودور الدولة الراعية لا المتغوّلة، وعلى رفض الإقصاء السياسي والديني، هذه الهوية تضعه خارج ثنائية "الموالاة والمعارضة" التقليدية، ليشكّل نواة تيار عقلاني تقدّمي جديد.

ورغم حداثة تجربته، يتميّز هذا التيار بوجود نخب نظيفة وفاعلة، بعضها خاض تجارب سياسية واجتماعية جادّة، إلى جانب انفتاحه على قضايا حقيقية تهم المواطن مثل الضرائب، والتعليم، والصحة، وحقوق العمل. لكن التحدي الأكبر يبقى في قدرته على الخروج من دوائر النخبة، والوصول إلى المجتمع المحلي، وتطوير أدواته الاتصالية، خصوصًا في الفضاء الرقمي، لبناء سردية سياسية مقنعة وملهمة.

إن الإرهاق الذي أصاب كثيراً من الأحزاب التقليدية، والتراجع في ثقة الشارع بالخطاب الديني المؤدلج، واحتباس الأمل في إصلاح حقيقي، تخلق لحظة سياسية مواتية يمكن أن يستثمرها هذا التيار وكشروعه بحكمة. فالأردنيون لا يبحثون فقط عن معارضة صاخبة أو موالاة صامتة، بل عن مشروع بديل يعيد تعريف السياسة بوصفها خدمة للصالح العام، لا طريقاً للامتيازات.

لذلك، فإن نجاح هذا المشروع في التموضع كتيار ثالث مستقل وجاد، يتطلب منه الحسم في موقعه السياسي، والانخراط في التحالفات الاجتماعية، وتقديم خطاب واقعي يتجاوز النخبوية إلى لغة الناس واحتياجاتهم. وإذا ما استطاع ربط الديمقراطية بالعدالة، والحرية بالمساواة، فإنه سيكون أمام فرصة تاريخية لبناء كتلة جديدة في الحياة السياسية الأردنية، كتلة قد تعيد الاعتبار لفكرة العمل الحزبي ذاته.

أما إذا عجز عن الاستفادة من هذه اللحظة، فقد يظل حبيس النخب، ويغدو رقماً عابراً في معادلة سياسية تزداد استعصاءً. الاختبار الحقيقي يبدأ الآن.

 

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : مشروع الديمقراطية الاجتماعية: فرصة التيار الثالث في السياسة الأردنية - تكنو بلس, اليوم الاثنين 5 مايو 2025 07:53 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق