غيب الموت صباح اليوم الفنان المصري نعيم عيسى عن عمر ناهز 92 عاماً، بعد معاناة طويلة مع المرض، انتهت بدخوله العناية المركزة على إثر إصابته بالتهاب رئوي حاد. 

وفاة الفنان المصري نعيم عيسى

وأكد نقيب المهن التمثيلية المصرية الدكتور أشرف زكي خلال تصريحاته للصحافة المصرية أن جنازة الراحل ستُشيع غداً بعد صلاة الظهر من مسجد المنارة بمدينة الإسكندرية، مسقط رأسه، حيث بدأت رحلته الفنية الطويلة.

رحل صاحب البصمة الكوميدية التي التصقت بأذهان الجمهور لعقود، بعد أن أمضى أيامه الأخيرة على أجهزة التنفس الصناعي، عقب تدهور حالته الصحية، وهي الحالة التي كانت موضع قلق لأفراد أسرته وجمهوره على حد سواء، خاصة بعد أن كشفت ابنته سوزي نعيم عيسى في تصريحات صحفية أن والدها أُجري له شق حنجري لمساعدته على التنفس، ما أفقده القدرة على الحديث.

وفي تصريحاته الأخيرة حول حالة والده، أوضح سامي عيسى، نجل الفنان الراحل، أن والده كان يعاني من وهن عام، ناتج عن التقدم في السن، وأن إصابته بنزلة برد عادية تطورت سريعاً إلى التهاب حاد في الشعب الهوائية وضيق تنفس، ما استدعى نقله للمستشفى في حالة حرجة منذ الثاني عشر من أبريل الماضي، حيث ظل تحت العناية المركزة لأكثر من ثلاثة أسابيع.

وأكد سامي أن نقابة المهن التمثيلية كانت تتابع حالته أولاً بأول، مشيراً إلى الدعم المستمر من الدكتور أشرف زكي، الذي حرص على التواصل اليومي مع العائلة طوال فترة مرض والده.

من هو الفنان نعيم عيسى؟

وُلد نعيم عيسى في يناير من عام 1933 بمدينة الإسكندرية، وبدأ مشواره الفني في ستينيات القرن الماضي، حيث التحق في بداياته بفرقة الإسكندرية المسرحية، ثم انضم لاحقاً إلى فرقة مدبولي، التي شكلت نقطة انطلاق حقيقية له نحو الاحتراف، خاصة في الكوميديا المسرحية التي برع فيها بموهبة فطرية.

تميّز بأداء شخصيات بسيطة قريبة من الناس، وعُرف بخفة دمه وتعبيراته الكوميدية التي أضفت على أدواره روحاً محببة. ومن أشهر أعماله المسرحية التي شارك فيها "الواد سيد الشغال"، "ريا وسكينة"، "الزمبليطة في الصالون"، و"ناس كده وكده" وهي الأعمال التي جمعته بكبار نجوم الكوميديا مثل عادل إمام، سهير البابلي، وعبد المنعم مدبولي.

بصمة سينمائية وتلفزيونية رغم المساحات الصغيرة

وعلى الرغم من أن أدواره لم تكن دوماً بطولة أولى، فإن نعيم عيسى نجح في أن يحفر لنفسه مكانة خاصة بين جمهور السينما والتلفزيون، حيث ترك بصمة واضحة في أفلام شهيرة مثل "المتسول"، "الباشا تلميذ"، و"مين فينا الحرامي"، وشارك في عدة مسلسلات درامية أبرزها "عائلة الحاج متولي" و"لن أعيش في جلباب أبي"، حيث جسّد أدواراً داعمة لكنها مؤثرة.

أما آخر ظهور فني له فكان من خلال فيلم "حسن دليفري" الذي عُرض عام 2016، وهو العمل الذي اختتم به مشواره بعد أن انسحب تدريجياً من الساحة الفنية، بفعل تقدمه في العمر وتراجع حالته الصحية.

وداع مؤثر من الأسرة والجمهور

سادت حالة من الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي بعد إعلان وفاته، حيث تداول الجمهور صوراً ومقاطع قديمة له، مشيدين بخفة ظله وبساطته، ومؤكدين أن أمثاله من الفنانين لا يتكررون كثيراً. وكتب أحد المتابعين: "وداعاً لواحد من رموز البهجة الصامتة... لم يكن يحتاج بطولة ليضحكنا، كان حضوره وحده كافياً".