مؤتمر الإعلام العالمي 2025... نايلة تويني تروي تجربة الابتكار من كراكوف: الإنسان أولاً والآلة في خدمة الرسالة - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مؤتمر الإعلام العالمي 2025... نايلة تويني تروي تجربة الابتكار من كراكوف: الإنسان أولاً والآلة في خدمة الرسالة - تكنو بلس, اليوم الاثنين 5 مايو 2025 03:46 مساءً

من بيروت إلى كراكوف، تحمل "النهار" تجربتها الغنية في إعادة ابتكار الصحافة في عالم اليوم. في المؤتمر العالمي للإعلام 2025، روت رئيسة مجموعة "النهار" الإعلامية الزميلة نايلة تويني، حكاية مؤسسة عاشت الحرب، وواجهت الاغتيال بالبناء والتطوّر والريادة، داعية لإعادة تعريف غرف الأخبار، ولفهم الصحافة لا كمهنة فقط، بل كرسالة مستمرّة.

وانطلقت فعاليات المؤتمر العالمي للإعلام الإخباري 2025 في مدينة كراكوف البولندية، من 4 إلى 6 أيار، تحت شعار "إتقان قواعد اللعبة الجديدة في الإعلام".

ويُعد المؤتمر، الذي تنظمه الجمعية العالمية للصحف وناشري الأنباء (WAN-IFRA)، منصة رائدة تجمع قادة الإعلام والصحافة من مختلف أنحاء العالم لمناقشة مستقبل الصحافة في ظل التحولات الرقمية والتحديات السياسية والاجتماعية.

 

وجاء اختيار بولندا كمضيف للمؤتمر بما يعكس العلاقة الوثيقة بين نهضتها الديموقراطية ودور الإعلام المستقل في تعزيز الحريات، ما يجعلها نموذجاً ملهماً للمنطقة والعالم.

وشاركت تويني في إحدى الجلسات الرئيسية بعنوان "إعادة التفكير في غرفة الأخبار".

مؤتمر الإعلام العالمي 2025.

 واستعادت تويني صورة الشهيد جبران تويني، واقفاً في غرفة الأخبار، مؤكدة أن الصحافة بالنسبة إليه كانت رسالة وليست مجرد مهنة.

وتحدثت تويني عن التحديات التي واجهتها "النهار" بعد اغتيال جبران عام 2005، وكيف تحوّلت الصحيفة إلى منصّة متعددة الوسائط تخاطب جمهوراً عربياً واسعاً.

 وأشارت إلى أن "النهار" أصبحت "صحيفة رؤية" تقدم محتوى يشرح ويحلل ويسأل "لماذا"، بدلاً من الاكتفاء بنقل الأخبار.

أبرزت تويني دور الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات في تطوير العمل الصحافي داخل "النهار"، مؤكدة أن هذه الأدوات تهدف إلى مساعدة الصحافيين وتمكينهم من التركيز على المهام الإبداعية والتحليلية. وشددت على أن "الإنسان أولاً، والإنسان أخيراً"، حيث تخدم الأدوات الرسالة، وتخدم الرسالة الناس.

كذلك تناولت تويني أهمية مخاطبة الجمهور الشاب من خلال تغيير نبرة الصوت، والشكل، والسرعة، والانخراط في وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار والتفاعل. وأشارت إلى أن الشباب يبحثون عن الحقيقة والعمق والصدق، ويتوقعون ذلك على المنصّات التي يتفاعلون فيها يومياً.

دعت تويني إلى إعادة تصور غرف الأخبار لتكون مساحات تقودها القيم، وتغذيها التكنولوجيا، وتشكّلها الروابط الإنسانية، ومنفتحة على العالم. وأكدت أن "النهار" لم تكتفِ بالتأقلم، بل قادت التغيير كغرفة أخبار، وكعلامة، وكفريق، وكشركاء، وكمنصة عربية، وكامرأة.

يستمر المؤتمر حتى 6 أيار، ويتضمّن ثلاثة مسارات متخصصة وورش عمل تطبيقية، تتيح لقادة غرف الأخبار والمؤسسات الإعلامية استكشاف الاستراتيجيات المتطورة لبناء فضاءات تنافسية ومبتكرة، يمكن للصحافة الجادة أن تزدهر فيها.

 

في الآتي النصّ الكامل لكلمة الزميلة تويني في المؤتمر:

 

هناك صورة أحتفظ بها قريبة منّي.

والدي، جبران تويني، واقفاً في غرفة الأخبار – لا يعرف الخوف، مليء بالحماسة، يرفض الصمت.

كان يؤمن بأن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل كانت رسالة.

عندما اغتيل في عام 2005، كنت في الثالثة والعشرين من عمري.

كثيرون اعتقدوا أن "النهار" ستنهار.

ولكن بدلاً من ذلك، حوّلنا الحزن إلى مسؤولية، والألم إلى تغيير.

 

ومنذ ذلك اليوم، تولّيت قيادة ”النهار“ خلال الحرب والرقابة والانهيار الاقتصادي والاضطرابات السياسية.

وقد فعلتها كامرأة – في قطاع يهيمن عليه الرجال، في منطقة غالباً ما يُطلب فيها من النساء انتظار دورهن.

لكنني لم أنتظر. بل قمتُ بالبناء.

 

لم نصمد فحسب.

بل أحدثنا تغييراً.

 

لم تعد النهار اليوم مجرد صحيفة.

لقد أصبحت صحيفة وجهات نظر، منصّة لا تكتفي بنقل الأخبار وحسب، بل تعرض وتشرح وتطرح التساؤلات.

نحن منبر عربي لسرد الأخبار، وصوت متعدّد الوسائط، وقوة للصحافة المستقلة في جميع أنحاء العالم العربي.

لقد تعمّقنا في عملية التغيير.

لم نقم فقط بإضافة تنسيقات جديدة، بل أعدنا بناء النظام الإيكولوجي بأكمله.

 

مع خوان، ولوسيو، وسبيروس، وكارلوس، وجيانت، وفريق سبيرو في ميديا للابتكار، وشركة أوبرماير... أعدنا تصميم المساحة المادّية والبنية وسير العمل لإنشاء غرفة أخبار ديناميكية مفتوحة.

يعمل الآن المحرّرون والكتّاب ومنتجو الفيديو والمصمّمون ومعدّو البودكاست ومحلّلو البيانات جنباً إلى جنب، لتطوير الأخبار عبر القراءات الطويلة والشروحات والفيديوهات القصيرة والبودكاست والفيديوهات العمودية، ويعملون معاً لتقديم تجارب موحدة وهادفة.

 

لقد أمضينا شهوراً في دمج الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات ورؤى الجمهور – ليس بهدف الاستغناء عن الصحافيين، بل لنوفر لهم المساحة.

نحن نستخدم الذكاء الاصطناعي لتسريع عملية التحقق، وتعزيز سرد الوقائع بلغات متعدّدة، وإبراز أنماط جديدة.

نحن نستخدم البيانات لنفهم جماهيرنا – ما اهتماماتهم، وما الذي يحرّكهم، وما الذي يحتاجون إليه تالياً.

ولكننا نتبع دائماً قاعدة واحدة:

الإنسان أولاً، والإنسان أخيراً.

الأدوات تخدم المهمة، والمهمة تخدم الأشخاص.

 

ركزنا أيضاً على كيفية مخاطبة الجماهير من الفئة العمرية الشابة.

غيّرنا الأسلوب والصيغة والسرعة.

واتجهنا إلى وسائل التواصل الاجتماعي – ليس فقط كمحرك للحركة، ولكن كمساحة للحضور والصوت والحوار.

نحن نعلم أن الشباب يريدون الحقيقة والعمق والأصالة، لكنهم يتوقعون ذلك على المنصّات التي هم فيها بالفعل ويتصفحونها ويتفاعلون معها.

 

ولم نكتفِ بتغيير الداخل فحسب، بل قمنا بتحويل التجربة.

لقد أعدنا تصوّر رحلة المستخدم – فقمنا بتحسين الاكتشاف والتفاعل والمشاركة عبر الهاتف المحمول والحواسيب ومواقع التواصل الاجتماعي.

واليوم، لم تعد النهار علامة تجارية لبنانية فحسب، بل أصبحت رائدة في مجال الإعلام العربي، وتخدم جمهوراً عربياً متنوّعاً في جميع أنحاء المنطقة.

 

استثمرنا أيضاً في العمق والمصداقية.

فنحن ننتج إصدارات خاصة وملفات متعمقة حول القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية الأكثر إلحاحاً – لمساعدة القرّاء على فهم التعقيدات والحصول على الصورة الكاملة.

 

نحن لا نكتب التقارير فقط، بل نعمل.

لقد أطلقنا مع شركة إمباكت BBDO حملات حازت جوائز دفعت السياسيين إلى تشكيل حكومة، وسعينا لانتخاب رئيس للجمهورية، وأطلقنا حملات وطنية حول حرية التعبير وحقوق المرأة والهوية الثقافية ومستقبل الشباب.

 

نحن نعمل على رقمنة أرشيف النهار الضخم – عقود من التاريخ اللبناني والعربي – وتحويله إلى مصدر حيّ ومتاح للباحثين والطلاب والمبدعين.

نحن بصدد إطلاق مركز أبحاث متخصّص يركز على اتجاهات الإعلام العربي والتضليل الإعلامي ومستقبل الصحافة.

افتتحنا أكاديمية تدريب لتمكين الصحافيين العرب الشباب والمبدعين الرقميين ومدققي الحقائق.

 

وقريباً، سنفتتح كافيه النهار للأخبار – وهو مساحة تلتقي فيها الصحافة بالمجتمع، حيث الحوار والنقاش والتواصل.

 

نحن نعمل أيضاً على إعادة تشكيل أعمال الإعلام.

نعمل على تطوير سرد الوقائع الخاصة بالعلامات التجارية، والعروض التعليمية، والتعاون الإقليمي، ونماذج الاشتراك والعضوية، والابتكارات الرقمية، لأننا نؤمن بأن الجمهور مستعد للاستثمار في الصحافة التي يأتمنونها.

بالنسبة إلينا، لا تتعلق هذه النماذج بنظام الاشتراكات المدفوعة، بل ببناء مستقبل مستدام تزدهر فيه الصحافة المستقلة والشجاعة.

 

لذا أسألكم

هل هذه هي غرفة أخبار المستقبل؟

مساحة مدفوعة بالقيم، ومعزّزة بالتكنولوجيا، ومرتكزة على التواصل الإنساني، ومنفتحة على العالم؟

 

في "النهار"، نحن نؤمن بذلك.

لأننا لم نتأقلم ببساطة.

لقد تولّينا القيادة – كغرفة أخبار، وكعلامة تجارية، وكفريق عمل، وكشركاء، وكمنصّة عربية، وكامرأة.

 

ونحن مستمرون – من أجل الجيل القادم، ومن أجل منطقتنا، ومن أجل كلّ صوت لا يزال ينتظر أن يصل صداه.

 

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق