كشفت شهادات جديدة أمام محكمة فيدرالية أمريكية أن شركة "جوجل" قد تكون قادرة على تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بالبحث، حتى عندما يختار بعض الناشرين رفض استخدام بياناتهم لهذا الغرض، وفقًا لما نقلته شبكة بلومبرج الأمريكية.

شهادات قضائية تكشف ثغرة في ضوابط البيانات

قال إيلي كولينز، نائب رئيس شركة "ديب مايند" التابعة لجوجل، خلال شهادته في المحكمة، إن الضوابط التي وضعتها الشركة لتمكين الناشرين من تعطيل استخدام بياناتهم في تدريب الذكاء الاصطناعي، تنطبق فقط على بعض أعمال الاختبار داخل "ديب مايند"، وليس على جميع كيانات جوجل.
ووجهت ديانا أجيلار، محامية وزارة العدل، سؤالًا مباشرًا: "إذا تم دمج نموذج (جيميناي) داخل منظمة البحث، فهل يمكن لتلك المنظمة تدريب النموذج على بيانات رفض الناشرون استخدامها؟" ليأتي رد كولينز بالإيجاب.
اقرأ أيضاً: خبراء: «ميتا» قد تتفوق على «جوجل» في التحول إلى الذكاء الاصطناعي

جوجل تستفيد من البيانات ثم تحجب الزيارات

تستخدم جوجل ملخصات ذكاء اصطناعي تظهر في أعلى نتائج البحث، ما يُقلل من احتمالية نقر المستخدمين على الروابط الأصلية للمواقع الإخبارية والمستقلة، وبالتالي يُضعف إيرادات هذه المواقع.
وفي الوقت نفسه، تستفيد جوجل من بيانات تلك المواقع لتوليد الإجابات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
وأكدت الشركة أن الناشرين لا يمكنهم رفض استخدام بياناتهم في عمليات التدريب، إلا إذا اختاروا عدم فهرسة مواقعهم بالكامل في محرك البحث.
وقال متحدث باسم الشركة: "نُتيح للناشرين طريقة لإدارة محتواهم باستخدام معايير الويب، حيث يمكنهم إبلاغ روبوتات الذكاء الاصطناعي عما إذا كان بإمكانها الزحف إلى مواقعهم أم لا".

محاكمة جوجل: بين الاحتكار والذكاء الاصطناعي

تأتي هذه الشهادات في سياق محاكمة اتحادية مستمرة منذ ثلاثة أسابيع في واشنطن، تسعى خلالها وزارة العدل إلى تفكيك الهيمنة الاحتكارية لجوجل على سوق البحث الإلكتروني.
وفي وقت سابق، حكم القاضي أميت ميهتا بأن جوجل احتكرت السوق بشكل غير قانوني، ويدرس حاليًا تغييرات مقترحة من الجهات التنظيمية لكبح هذه السيطرة.
اقرأ أيضاً: جوجل تتفادى دفع غرامة 1.66 مليار دولار لأوروبا وتفوز بحكم تاريخي

من "كروم" إلى "جيميناي"

تسعى وزارة العدل الأمريكية إلى إجبار جوجل على بيع متصفح كروم. ومنع الشركة من دفع الأموال لتكون محرك البحث الافتراضي على الأجهزة والتطبيقات.
مع تقييد استخدام جيميناي وغيره من منتجات الذكاء الاصطناعي التي تزعم الحكومة أنها استفادت من الوضع الاحتكاري في مجال البحث.

رموز البيانات.. والالتفاف على الضوابط

بحسب وثائق المحكمة، أزالت جوجل 80 مليارًا من أصل 160 مليار "رمز" من بيانات التدريب بعد استبعاد المواد التي رفض الناشرون استخدامها. ومع ذلك، تُشير المستندات إلى أن الشركة لا تزال تعتمد على بيانات جلسات البحث التي جمعت على مدار سنوات، ومقاطع فيديو يوتيوب، وسلوك المستخدم داخل محرك البحث.
كل هذه العناصر قد تُستخدم في تحسين أداء نماذج الذكاء الاصطناعي، ما يُثير جدلًا حول قدرة جوجل على احترام خيارات الناشرين فعلًا.

هل تتنازل جوجل عن هيمنتها؟

يرى مراقبون أن من الصعب على جوجل التنازل عن موقعها المهيمن الذي يدر عليها عشرات المليارات من الدولارات سنويًا. لكن الضغط القضائي المتصاعد، والمطالب الصريحة من وزارة العدل، قد تدفعها إلى إعادة النظر في سياساتها.