في خطوة تعكس استمرار طهران في تطوير ترسانتها الصاروخية، كشفت إيران مؤخرًا عن صاروخ باليستي جديد يحمل اسم “قاسم بصير”، نسبة إلى الجنرال قاسم سليماني.

صاروخ باليستي يعمل بالوقود الصلب مداه 1200 كم

وقد أفاد إعلام «الحرس الثوري» الإيراني بتدشين صاروخ باليستي جديد يعمل بالوقود الصلب، ويبلغ مداه 1200 كيلومتر، وذلك في خضم المفاوضات الجارية بين واشنطن وطهران، وتباين بين الجانبين، حول طرح ملف الصواريخ الباليستية.

يأتي هذا الإعلان في وقتٍ تتصاعد فيه التوترات الإقليمية، وتبدو الرسائل الإيرانية واضحة في التأكيد على امتلاك قدرة ردع متقدمة، الصاروخ الجديد ليس مجرد تطور تقني، بل هو امتداد لاستراتيجية إيران في تعزيز قدرتها على شنّ ضربات دقيقة دون الاعتماد على تقنيات التوجيه بالأقمار الصناعية، ما يمنحه ميزة تكتيكية في الحروب الحديثة.

وذكرت وكالة “تسنيم” التابعة لقوات “الحرس الثوري”، أن الصاروخ الذي أطلق عليه “قاسم بصير”، أحدث نسخة من صاروخ “حاج قاسم” الباليستي، في إشارة إلى الجنرال قاسم سليماني، العقل المدبّر لعمليات “الحرس الثوري” خارج الحدود الإيرانية، الذي قضى في غارة جوية أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب مطلع 2020.. فيما لم يتم الكشف بعد عن صورة أو مقطع فيديو للصاروخ الجديد.

وقالت وكالة «تسنيم» إن صاروخ «قاسم سليماني» أول صاروخ «تكتيكي يعمل بالوقود الصلب، وبإمكانه الوصول بسهولة إلى إسرائيل»، مشيرةً إلى إمكانية زيادة مداه إلى 1700 – 1800 كيلومتر.

وأشارت الوكالة إلى تعديلات في رأسه الحربي، لتمكينه من القيام بمناورات وتجاوز أنظمة الدفاع الصاروخية المضادة للصواريخ الباليستية.

تفاصيل عن صاروخ قاسم بصير الإيراني

نوع الصاروخ: صاروخ باليستي.

المدى الأقصى: 1200 كيلو متر تقريبًا.

نوع التوجيه: توجيه بالذكاء الاصطناعي والرادار، وليس عبر الأقمار الصناعية، مما يصعّب التشويش عليه.

الدقة: يقال إنه يتمتع بقدرة إصابة عالية ضد أهداف متحركة وثابتة.

الحمولة: يحمل رأسًا حربيًا تقليديًا بوزن تقديري يتراوح بين 300-500 كغ.

المنصة: يُطلق من منصات متحركة، ما يعزز من مرونته التكتيكية ويصعب استهدافه استباقيًا.

الاستخدام المتوقع: ضرب قواعد عسكرية، مدارج طائرات، منشآت استراتيجية داخل نطاق الخليج العربي أو القواعد الأمريكية في المنطقة.

يعكس صاروخ “قاسم بصير” اتجاه إيران لتطوير صواريخ تكتيكية دقيقة ذات مدى متوسط، تلبي متطلبات “حرب المناطق الرمادية”، وتقلل من اعتمادها على البنية التحتية المعرضة للهجوم مثل الأقمار الصناعية.

صاروخ قاسم بصير الإيراني يضع الحرب الإلكترونية الغربية في ورطة!

ميزة الصاروخ الكبرى تكمن في نظام توجيهه الذي لا يعتمد على GPS، ما يضع تحديًا أمام أنظمة الحرب الإلكترونية الغربية. كما أن مداه البالغ 1200 كم يجعله مثاليًا لضرب أهداف في الخليج والعراق وسوريا وإسرائيل.

تقنيًا، لا يُصنف “قاسم بصير” على أنه تغير جذري في موازين القوى، لكنه يمثل خطوة ثابتة نحو امتلاك إيران ترسانة من الصواريخ الذكية القادرة على إصابة أهدافها بدقة دون الحاجة إلى بنية تحكم خارجية.

رسالة إيران للعالم

صاروخ “قاسم بصير” ليس فقط سلاحًا جديدًا، بل هو رسالة ضمنية من طهران بأنها تتقن التحديث المستمر لقدراتها العسكرية، وبأنها مستعدة لخوض حروب مستقبلية تعتمد على الدقة والتخفي.

وإذا استمرت إيران في هذه الوتيرة، فقد تُغير من قواعد الاشتباك في الشرق الأوسط، خاصة في ظل غياب الردع الدولي الصارم على برامجها الصاروخية.

إقرأ أيضاً: شراكة مع الكبار.. السعودية تقتحم الجيل السادس بأقوى مقاتلة هجومية

نسخ الرابط تم نسخ الرابط