شهد قطاع غزة اضطرابات مدنية غير مسبوقة خلال الأيام الأخيرة على خلفية تدهور الأوضاع الإنسانية مع منع الجيش الإسرائيلي إدخال المساعدات إلى سكان القطاع، حيث اندفع مئات الغاضبين لاقتحام مخازن المساعدات التي تحتكرها حركة حماس، حسب تقرير لشبكة "دويتشه فيله" الألمانية.

ووفقًا للتقرير، اتهمت السلطة الفلسطينية حماس بالتورط في عمليات نهب مخازن تابعة للمؤسسات الإغاثية، في حين اعتبر المحتجون الذين أطلقوا على تحركهم اسم "انتفاضة الجوع"، أن ما يجري هو نتيجة مباشرة لتدهور الظروف المعيشية واستغلال المساعدات الإنسانية لأغراض سياسية، في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد وإغلاق المعابر أمام المساعدات.

ونقلت الشبكة عن شهود عيان أن مجموعات من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، اقتحموا مواقع تخزين الإمدادات الإغاثية، موجهين اتهامات لحماس بإدارة عمليات التوزيع وفق معايير سياسية بدلًا من الإنسانية، وطالبوا بتوزيع عادل وغير منحاز للمساعدات.

 واعتبر المتظاهرون أن تحركهم هو "صرخة من أجل البقاء"، في وقت وصلت فيه الأزمة الإنسانية إلى مستويات كارثية.

وأضاف التقرير أن قطاع غزة يعيش واحدة من أشد أزماته منذ عقود، في ظل الانهيار شبه الكامل للبنية التحتية، وانعدام الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء والرعاية الصحية، ما دفع السكان إلى حافة الانهيار، وسط غياب أي أفق واضح للحل.

وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة "أكسيوس" الأمريكية، عن مصادر أمريكية وإسرائيلية، أن هناك اتفاقًا وشيكًا لإعادة هيكلة آلية توزيع المساعدات في قطاع غزة، بما يضمن إبعاد حماس من أي دور في هذه العملية لضمان إيصال الدعم الإنساني مباشرة إلى المحتاجين.

وتشير وسائل إعلام دولية إلى أن "انتفاضة الجوع" في غزة مرشحة للتوسع، في ظل شعور متزايد بين السكان بأنهم تُركوا لمصيرهم، دون دعم حقيقي سواء من القوى الدولية أو من الفصائل الفلسطينية نفسها.