أكدت إنجلينا إيخورست، رئيسة وفد الاتحاد الأوروبي في مصر، أن الاتحاد يعمل مع مصر من أجل تحقيق السلام والتعاون المشترك، مشيرة إلى أن الشباب يمثل مستقبل مصر ومفتاح حلول أزماتها، وعلى رأسها ملف المياه الذي يحظى باهتمام كبير من الجانب الأوروبي نظراً للتحديات الضخمة التي تواجه هذا القطاع الحيوي.

جاء ذلك خلال مشاركتها في ورشة عمل نظمتها جامعة أسوان، اليوم، بالتعاون مع المركز القومي لبحوث المياه، بمشاركة عدد كبير من طلاب الجامعة، والمهندس عمرو لاشين نائب محافظ أسوان، والدكتور لؤي سعد الدين رئيس الجامعة. وشهدت الورشة تبادلًا للأفكار حول سبل دعم استخدامات المياه، وترشيدها، ومعالجتها.

وأوضحت إيخورست أن الاتحاد الأوروبي يدرك جيدًا التحديات الحرجة المرتبطة بندرة المياه في مصر، ويؤكد التزامه الدائم بدعم الدولة في تطوير حلول مستدامة، مشددة على أن الشباب المصري هو المحرك الرئيسي لتبني ممارسات مبتكرة ومستدامة في إدارة المياه، وهو أمر ضروري لتحقيق النمو التحويلي وتعزيز القدرة على الصمود.

وأضافت: "العودة إلى أسوان تذكرني دومًا بالرابط الأبدي بين الإنسان والماء، ففي هذه المدينة تحديدًا يشعر المرء بأهمية كل قطرة، حيث إن ندرة المياه تهدد الزراعة والصحة العامة والاستقرار الاقتصادي، إن مشهد نهر النيل عند غروب الشمس يرمز إلى أن الماء هو جوهر الحياة، والحضارة، والأمل في المستقبل".

وشددت إيخورست على أن ما يلهمها هو طاقة الشباب المصري وإبداعه وعزيمته في ابتكار الحلول، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي لا يقتصر على تقديم الدعم المالي، بل يستثمر في الأفكار والابتكار، والأهم من ذلك، في الناس أنفسهم.

وتابعت: "نؤمن بأن المبادرات التي يقودها الشباب قادرة على تحويل التحديات إلى فرص حقيقية. ومن خلال مسابقات ريادة الأعمال، وبرامج التدريب، ومراكز الابتكار، نشجع العقول الشابة على تطوير مشاريع قابلة للتطبيق، تخلق فرص عمل، وتسهم في بناء اقتصاد مائي ذكي".

وأكدت إيخورست على أهمية الاستثمار في الشباب، قائلة: "كما تُظهر استثمارات الاتحاد الأوروبي في التعليم الفني والتدريب المهني، فإن الشباب المصري هو المفتاح للابتكار في مجالات إدارة المياه، والتكنولوجيا، والحوكمة، وبناء قدراتهم اليوم يعني ضمان حلول مائية مستدامة لمستقبل البلاد".

وأشارت إلى أن الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي ومصر، ومبادرات مثل الشراكة المائية المشتركة، تمثل إطارًا متينًا للانتقال من التعاون التنموي التقليدي إلى شراكة ترتكز على القيم والمصالح والتحديات المشتركة، ويعد الابتكار والاستثمار التحويلي ركيزتين أساسيتين فيها. وقالت: "معًا، نطمح إلى ترسيخ مكانة مصر كقائد إقليمي في مجال الحوكمة المتكاملة للمياه والتكيف مع تغير المناخ".

ووجهت حديثها إلى الشباب قائلة: "أنتم لستم مجرد مشاركين، بل أنتم قادة هذا التغيير".

يُذكر أن مبادرة "حوار المياه" بين مصر وأوروبا تجمع بين التوعية (حول التلوث، والري، وإعادة الاستخدام)، ومناقشات الشباب، وجلسات الخبراء، ودعم الابتكار. وتهدف المبادرة إلى تحويل الوعي إلى عمل من خلال مساعدة الطلاب والمهندسين الشباب على إطلاق مشاريع واقعية. ومن المقرر أن يقام في مايو 2025 معسكر تدريبي بعنوان "من الحوار إلى العمل"، لربط الشباب بمستثمرين من القطاع الخاص ومرشدين متخصصين، لتحويل أفكارهم في مجال تكنولوجيا المياه إلى شركات ناشئة.

وتُعد ريادة الأعمال في قطاع المياه أحد الحلول التحويلية، حيث تخلق فرص عمل، وتعزز الابتكار، وتبني أنظمة مائية أكثر مرونة، كما أن دعم الشركات الناشئة التي تركز على المياه يفتح آفاقًا اقتصادية أوسع للشباب، ويضمن استدامة الموارد، في ظل التوجيه والاستثمار الذي تقدمه أوروبا.