أعلنت بعض شركات الطيران الكندية الرئيسية عن إجراء تعديلات كبيرة على جداول رحلاتها، في خطوة تستجيب للتغيرات في الطلب على السفر بين كندا والولايات المتحدة. تمثلت التعديلات في إيقاف بعض الرحلات الجوية بين البلدين، وزيادة عدد الرحلات الداخلية في كندا، وذلك بعد انخفاض الطلب على السفر إلى الولايات المتحدة.

انخفاض الطلب بسبب النزاع التجاري والخطاب السياسي

تُعزى هذه التغييرات في الطلب إلى عدة عوامل، أبرزها النزاع التجاري المستمر بين كندا والولايات المتحدة، والذي أثر بشكل كبير على حجوزات الرحلات. وفقًا لريان إيوينج، مؤسس مدونة الطيران "إيرلاين جييكس"، في مقابلة مع شبكة "سي تي في نيوز"، شهد قطاع الطيران في كلا البلدين انخفاضًا ملحوظًا في الطلب، خاصة من قبل المسافرين الكنديين.

وأوضح إيوينج أن أحد العوامل الرئيسة في هذا الانخفاض هو التوترات السياسية بين البلدين، خصوصًا بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تروج لفكرة جعل كندا "الولاية رقم 51" للولايات المتحدة. إلى جانب ذلك، كان هناك تأثيرات إضافية بسبب الرسوم الجمركية المستمرة التي فُرضت بين الجانبين.

تراجع حاد في حجوزات الرحلات بين كندا والولايات المتحدة

من جانب آخر، أفادت شركة تحليلات الطيران "أو إيه جي" بوجود "اتجاه مقلق" في قطاع الطيران، حيث شهدت حجوزات الرحلات الجوية بين كندا والولايات المتحدة تراجعًا حادًا. ووفقًا لتقرير الشركة، مقارنة بالعام الماضي، انخفضت الحجوزات بأكثر من 70% شهريًا حتى نهاية سبتمبر 2025.

وأوضحت "أو إيه جي" أن هذا التراجع الكبير في الحجوزات يعكس تردد المسافرين في اتخاذ قرارات السفر، نتيجة لاستمرار حالة عدم اليقين المحيطة بالنزاع التجاري الأوسع بين البلدين. هذه البيانات تشير إلى أن المسافرين يُحجمون عن إجراء الحجوزات في ظل الظروف الراهنة، ما يضر بشركات الطيران التي تعتمد على هذا المسار كأحد المصادر الرئيسة للإيرادات.

انعكاسات النزاع التجاري على قطاع الطيران

يشير هذا التراجع الكبير في الطلب إلى تأثيرات النزاع التجاري على قطاع الطيران الكندي الأمريكي، حيث يبدو أن الكنديين يتجنبون السفر إلى الولايات المتحدة بسبب المواقف السياسية وارتفاع التكاليف المرتبطة بالرسوم الجمركية. هذا النزاع أضاف طبقة من عدم اليقين، ما أدى إلى انخفاض حجوزات السفر بشكل ملحوظ، مع تزايد الحذر بين المسافرين.

ومع هذه التحديات، تستمر شركات الطيران في محاولة التكيف مع الوضع الراهن عن طريق تعديل خطط رحلاتها، في حين يبقى قطاع السفر بين كندا والولايات المتحدة في حالة من الترقب ليرى كيف ستتطور العلاقات التجارية والسياسية بين البلدين في المستقبل القريب.