تستعد إسرائيل لتوسيع عملياتها العسكرية في قطاع غزة، في وقت تعيش فيه المنطقة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، من المقرر أن تصادق حكومة بنيامين نتنياهو، في اجتماعها الأسبوعي اليوم الأحد، على خطة جديدة لتوسيع العمليات العسكرية في القطاع، بالتوازي مع إعداد أهداف لضربات في سوريا.

وقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي تأجيل زيارة كانت مقررة إلى أذربيجان، بسبب “تطورات أمنية طارئة” في غزة وسوريا، وفق ما أعلنه مكتبه.

استدعاء 60 ألف جندي احتياط لتوسيع الهجوم في غزة

بدأ الجيش الإسرائيلي منذ مساء السبت إصدار أوامر استدعاء لعشرات الآلاف من جنود الاحتياط، في إطار استعداداته لتوسيع الهجوم على قطاع غزة.

وتشير التقديرات إلى نية الجيش استدعاء نحو 60 ألف جندي، مع الإبقاء على حالة الاستنفار في الجبهتين الجنوبية والشمالية.

كما كشفت تقارير إسرائيلية أن الجيش يعمل على تحضير أهداف جديدة في سوريا، تستهدف ما تصفه تل أبيب بـ”الحزام الأمني” جنوب دمشق، في محاولة لإبعاد القوات السورية والفصائل الحليفة عن الحدود.

تصاعد الغضب الشعبي في تل أبيب

في الداخل الإسرائيلي، تظاهر عشرات الآلاف في تل أبيب مساء السبت، مطالبين الحكومة بالتوصل إلى اتفاق يفضي إلى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، والابتعاد عن خيار الحرب الشاملة.

ورفع المتظاهرون شعارات تنتقد القيادة السياسية، معتبرين أن توسيع الحرب قد يهدد حياة الجنود والرهائن على حد سواء.

إسرائيل تشن غارات على غزة

ميدانياً، واصل الطيران الإسرائيلي غاراته على مناطق متفرقة من قطاع غزة، حيث استهدفت مقاتلات جباليا شمال القطاع، ومبنى سكنياً في مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة فلسطينيين على الأقل وإصابة آخرين.

وفي مدينة رفح جنوب القطاع، أفادت صحيفة “جيروزاليم بوست” بسقوط جنديين إسرائيليين داخل منزل مفخخ، فيما أصيب جندي ثالث بجراح خطيرة. كما أصيب جندي احتياط بجروح بالغة في معارك شمال غزة.

منع إسرائيل المساعدات عن غزة

بحسب تقارير أدى استمرار الحصار الإسرائيلي منذ مطلع مارس، بدأت المخزونات الغذائية بالنفاد لدى منظمات الأمم المتحدة والإغاثة الدولية.

وأعلنت وكالة “الأونروا” أن آلاف الشاحنات المحمّلة بالمساعدات ما زالت عالقة على الحدود، بسبب منع دخولها إلى القطاع.

وقالت المتحدثة باسم “الأونروا”، جولييت توما، إن الحصار المفروض على غزة بات “قاتلاً صامتاً للأطفال وكبار السن”، مؤكدة أن “عائلات كاملة تقتات على علبة فاصوليا واحدة يومياً، وأطفال غزة ينامون جوعى في مشهد يفطر القلوب”.

تهجير 150 ألف فلسطيني من رفح

وفي تقييمها للأوضاع الميدانية، أكدت “الأونروا” أن مدينة رفح في جنوب القطاع “لم تعد كما كانت”، وقالت إن أوامر الإخلاء شملت نحو 97% من المدينة، ما أدى إلى تهجير قرابة 150 ألف فلسطيني.

وأظهرت صور جوية دماراً واسعاً امتد على مد البصر، ليحوّل المدينة التي كانت أكبر نقطة لدخول المساعدات من مصر إلى أنقاض.

توقف المفاوضات بين إسرائيل وحماس حول هدنة في غزة

وسط هذا المشهد الكارثي، تواصل إسرائيل هجومها العسكري الذي استؤنف في 18 مارس الماضي، بعد انهيار الهدنة السابقة.

وتتمسك حكومة نتنياهو بإطلاق سراح 59 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، 24 منهم على قيد الحياة فقط، بحسب ما أعلنه الجيش الإسرائيلي.

في المقابل، تصر “حماس” على أن أي اتفاق للإفراج عن الرهائن لن يتم دون وقف القتال وانسحاب القوات الإسرائيلية من كامل القطاع، وهو ما ترفضه إسرائيل حتى الآن.

اقرأ أيضًا: بمشاركة 12 طائرة حربية.. إسرائيل تكشف تفاصيل وأهداف الهجوم على سوريا

نسخ الرابط تم نسخ الرابط