جنبلاط يسابق الدول لمنع تمدد الحريق السوري - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جنبلاط يسابق الدول لمنع تمدد الحريق السوري - تكنو بلس, اليوم الأحد 4 مايو 2025 09:51 صباحاً

يثير وجود إسرائيل وأنشطتها العسكرية في سوريا قلقا كبيرا وهو في موقع خلافي في مقاربة المجتمع الدولي المتخلف في الواقع عن ردود فعل بمستوى ما يحصل على وقع استمرار الدعم لا بل الغطاء الاميركي لاسرائيل من جهة وفتور العلاقات مع الادارة الاميركية بحيث لا تقع سوريا في موقع الاولوية للبحث مع هذه الاخيرة . يتم التطلع الى الزيارة التي يزمع ان يقوم بها الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى المملكة العربية السعودية منتصف الشهر الجاري بحيث يتوقع او يرجح ان يكون موضوع سوريا من ضمن نقاط البحث . اذ ان المملكة تصدرت الدول التي سارعت الى ادانة بأشد العبارات الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت محيط القصر الرئاسي في دمشق، مجددةً رفضها القاطع لاستهداف سيادة سوريا وأمنها واستقرارها.

وشدَّدت المملكة في بيان لوزارة خارجيتها، على ضرورة وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية السافرة للقانون الدولي في سوريا والمنطقة، محذرةً من أن استمرار السياسات الإسرائيلية المتطرفة يفاقم من مخاطر العنف والتطرف، وعدم الاستقرار الإقليمي. وهذا واقع تتفق عليه دول عدة بما فيها دول اوروبية ترى أن تصرفات إسرائيل تُفاقم التوترات وعدم الاستقرار في سوريا الهشة أصلاً .

وعلى صعوبة عزل العامل الاسرائيلي المحرض والفاعل تحت عنوان او شعار ربط ما تقوله اسرائيل عن حماية الدروز في سوريا بامنها القومي ، مع امكان عدم نفي وجود مخططات بعيدة المدى لدى اسرائيل على هذا الصعيد ، فان اثارة الانعكاسات المحتملة للتدخل الاسرائيلي ومداه حتمي وضروري مع الولايات المتحدة علما ان المقاربة في شأن الموضوع السوري تتناول حكما ايضا اعطاء فرصة للسلطات الجديدة تحتاجها بقوة للوقوف على قدميها فيما المطلوب منها هائل جدا على المستوى الامني في الدرجة الاولى بالاضافة الى الحاجة الماسة الى تخفيف العقوبات لا سيما الاميركية منها في الوقت التي لا تزال الولايات المتحدة تشترط الكثير من احمد الشرع قبل البدء برفع العقوبات المرتبطة اصلا بالنظام السوري السابق .

وذلك فيما تضع السعودية مع دول عربية اخرى ثقلها من اجل توفير دعم دولي لإعادة بناء سوريا واقتصادها . هذا جانب مهم من الازمة التي تفجرت اخيرا في الموضوع الدرزي فيما الشق الاخر والظاهر للعيان يتعلق بالدروز انفسهم ووجود افرقاء من بينهم يدفعون في اتجاه اعطاء اسرائيل ورقة للتدخل تحت ذريعة حمايتهم فيما توسع اسرائيل وجودها جنوب سوريا وتضع الخطوط لمنطقة عازلة على حدودها بعمق كبير .

والسؤال هو ما اذا كانت اسرائيل تستطيع حماية الدروز فعلا ان عبر الغارات الضاغطة على السلطات السورية التي تثار شكوك كبيرة ازاء قدرتها على ردع الجماعات المتطرفة او ما اذا كانت ستؤمن وجودا عسكريا بتدخل بري على بعد يوازي ستين كيلومترا من مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها اسرائيل من اجل حماية الدروز فيما ان هذا الامر يثير شكوكا كبيرة حول قدرة اسرائيل على القيام بذلك فيما تساهم في زعزعة استقرار سوريا بقوة وكذلك تؤدي الى انعكاسات خطيرة في لبنان كذلك . وهذه الانعكاسات بدت واضحة الاسبوع الماضي في انحاء عدة من الجبل فيما سارع وليد جنبلاط الى بذل الجهود لتطويق ما يجري في لبنان وكذلك في سوريا من خلال توجهه الفوري للقاء الرئيس السوري احمد الشرع لملاقاة جهوده في تفهم واستيعاب السخط الدرزي في سوريا وفتح حوارات تمت مطالبة الشرع بها من اجل طمانة جميع الطوائف والمكونات السورية واقفال الباب على التوظيف الاسرائيلي.

وقد خرج جنبلاط باقتناع أن الشرع يريد بالفعل وقف العنف لأن الهجمات على الدروز تزيد من صعوبة تأمين الدعم الخارجي الذي تحتاجه دمشق لتمكين سلطتها فيما تواجه الحكومة وضعًا اقتصاديًا مترديًا للغاية وتحتاج إلى مساعدات خارجية ودعم اقتصادي، وخاصة من الغرب فيما تحتاج الحكومة السورية إلى إقناع المكونات الداخلية السورية بأنها تستحق دعمها والصبر معها في الوقت الذي يضيق الهامش بالنسبة الى هذه المكونات التي عانت كثيرا من حرب طويلة مع النظام السابق ولم تتنفس بعد بعد سقوطه .

وفيما انصب الجهد من وليد جنبلاط في المقابل على تحفيز الدول المجاورة على المساعدة في تطويق هذه المخاطر عبر سفرائها الذين شاركوا في اجتماع دعا اليه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى ، يرتقب ان تضع هذه الدول جهدها ولا سيما تركيا في الدرجة الاولى من اجل المساهمة في المساعدة على هذا الصعيد . 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق