عندما توقفت الحياة في إسبانيا ! - تكنو بلس

مديا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عندما توقفت الحياة في إسبانيا ! - تكنو بلس, اليوم الأحد 4 مايو 2025 12:16 صباحاً

كنت على وشك طلب طعام الإفطار في المقهى الصغير الواقع في البلدة الساحلية الإسبانية عندما انطفأ التيار الكهربائي وساد الارتباك أرجاء المكان، لم يكن بالإمكان استكمال الطلب، فالكهرباء انطفأت عن المعدات بينما تسبب انقطاع شبكة الاتصال والإنترنت في توقف الأجهزة اللوحية لتسجيل الطلبات وأجهزة المحاسبة عن العمل!

خرجت وأنا أتوقع عودة التيار قريباً كما يحصل عندما ينقطع مؤقتا عندنا، لكنني لاحظت أن كثيراً من الناس كانوا يقفون في الشوارع ويمسكون بهواتفهم النقالة، توقعت أنهم يتصلون بطوارئ الكهرباء لتقديم البلاغات لكن الحقيقة أنهم كانوا يبحثون عن إشارة اتصال، هنا أدركت انقطاع الاتصالات وطيلة 14 ساعة كانت الشبكة تعمل لثوانٍ ودقائق وتنقطع لساعات!

بدأت المتاجر في إخراج الزبائن وإغلاق أبوابها، بينما استمر عدد قليل من المطاعم التي تعمل معداتها بالغاز في تقديم خدماتها شريطة استخدام العملة الورقية، ولبضع ساعات صبرت بانتظار عودة التيار لتناول وجبة من اختياري وليس حسب واقع الظروف والمتاح، لكن عندما أقبل المساء ولاحظت أن خيارات قوائم الطعام في المطاعم القليلة التي تعمل تتناقص وطوابير الناس تزداد، أدركت أنني قد أمسي دون طعام، فاشتريت شطيرة فلافل من مطعم شرق أوسطي أسد بها جوعي، ثم لجأت إلى الفندق لأتدثر الظلام الدامس في غرفتي التي وصلت إليها عبر السلالم، وبالفعل لم يعد التيار الكهربائي إلا عند منتصف الليل، حيث تعالت أصوات الناس في شقق عماراتها المتجاورة في شوارعها القديمة الضيقة تصفيقاً وتهليلاً احتفالاً بعودة الحياة!

في اليوم التالي عادت الحياة إلى طبيعتها ونسي الناس حالهم بالأمس، لكنني لم أنسَ فقد أخذت أتفكر في قيمة النعم التي نعيشها في الأحوال الطبيعية وكيف يمكن أن تنقلب الحياة رأساً على عقب في الأزمات المفاجئة!

تخيلت لو أن أزمة انقطاع التيار الكهربائي وشبكة الاتصال استمرت ليوم آخر أو لعدة أيام، كيف كانت ستكون الحياة وكيف سيتعامل الناس مع حاجاتهم الضرورية خاصة الطعام والتواصل؟!

ولأن الناس باتت تعتمد على الوسائل الرقمية في التعاملات المالية، فإن هذه الأزمة أكدت لي أهمية «النقد» وضرورة الاحتفاظ به لمثل هذه المواقف خاصة عندما تكون سائحا في بلاد الغربة، وهو ما أفعله دائما حيث أحمل النقد في السفر وأعود به ولا أستخدمه لغير الضرورة، فالتعامل يكون بالوسائل الرقمية ما دامت متاحة، والنقد للأزمات حين لا يعلو صوت على كلمة «الكاش» في المطاعم والمقاهي والبقالات والصيدليات كما حصل في بلدتي الإسبانية الوديعة!

أخبار ذات صلة

 

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : عندما توقفت الحياة في إسبانيا ! - تكنو بلس, اليوم الأحد 4 مايو 2025 12:16 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق