تشهد صناعة السياحة العالمية تعقيدات متزايدة بفعل التغير المناخي، وتزايد الاهتمام بالقضايا البيئية، وتغير توقعات المسافرين. في هذا السياق، تتبنى دول الشرق الأوسط استراتيجيات سياحية جديدة تركز على المرونة والابتكار والقيمة طويلة الأمد، لمواجهة التحديات الراهنة مثل الظروف المناخية القاسية، وتحولات سلوك المستهلك، والضغوط الجيوسياسية.

انتعاش ملحوظ في حركة السياحة العالمية بقيادة الشرق الأوسط

بحسب بيانات منظمة السياحة العالمية (UN Tourism)، بلغت أعداد السياح الدوليين 1.4 مليار سائح في عام 2024، ما يمثل تعافيًا بنسبة 99% من مستويات ما قبل جائحة كورونا، وزيادة بنسبة 11% مقارنة بعام 2023.

وقد تصدّر الشرق الأوسط هذا الانتعاش، محققًا زيادة بنسبة 32% عن أرقام عام 2019، ليصبح بذلك أسرع مناطق العالم تعافيًا من آثار الجائحة على قطاع السياحة.

الابتكار في مواجهة الظروف غير المؤكدة

في معرض سوق السفر العربي 2025 (ATM 2025)، تناولت جلسة حوارية نظمت بالتعاون مع المجلس العالمي لمرونة السفر والسياحة، موضوع "إعادة تعريف المنتجات السياحية في أوقات عدم اليقين"، حيث تم استعراض كيفية تطوير دول المنطقة لقطاع السياحة من خلال:

تعزيز سلامة المسافرين، الحفاظ على الموروث الثقافي والبيئي، تقديم المنطقة كوجهة موثوقة ورائدة في التفكير المستقبلي.

التجربة المصرية في التكيف مع الأزمات

صرحت السيدة غادة شلبي، المدير التنفيذي لجمعية الفنادق المصرية، قائلة: "واجهت مصر عدة تحديات خلال العقد الماضي، وسعينا إلى تخصيص أسلوب تعاملنا مع منظمي الرحلات والمسافرين، خصوصًا خلال جائحة كورونا حيث ركزنا على توضيح إجراءاتنا الصحية. وبنهاية 2023، حققنا أرقامًا قوية في أعداد الزوار واستمرت في 2024."

السياحة البحرية والاستدامة

خلال جلسة على المنصة العالمية لمعرض ATM، تناول خبراء السياحة البحرية التطورات في مجال الاستدامة، مشيرين إلى أن السفن الحديثة تعمل ضمن أكثر اللوائح البيئية صرامة، خاصة في المناطق الحساسة مثل البحر الأحمر.

كما نوقشت مسألة تأثير التغطيات الإعلامية ونصائح السفر على الصورة الذهنية للوجهات السياحية، حيث أشار إبراهيم عُسطة، المسؤول العالمي للسياحة في منظمة Chemonics International، إلى أن وسائل الإعلام تؤثر على قرار السائح، قائلًا: "التقارير الإعلامية تؤثر على اهتمام السوق السياحي واستعداد السياح للقدوم، مما يزيد من صعوبة عمل الجهات الرسمية في هذا المجال."

أهمية تغيير السرد الإعلامي وتعزيز التعاون

شدد المشاركون على أهمية:

تعديل التصورات السلبية التي تروجها وسائل الإعلام أو تنقلها نصائح السفر القديمة، الاستثمار في البنية التحتية الخضراء، تقديم تجارب متنوعة وجولات مشتركة عبر الحدود، رواية القصص بشكل تعاوني يبرز التطورات الإيجابية.

منصة حيوية للحوار المشترك

قالت دانييل كيرتس، مديرة معرض ATM للشرق الأوسط: "يلعب ATM دورًا محوريًا كمنصة حوار بين قطاعات متعددة، مثل التأمين، والضيافة، والتنمية، والسياحة البحرية، مما يعزز من بناء منظومة سياحية أكثر مرونة وتكاملًا في الشرق الأوسط والعالم."

ATM 2025: مستقبل السياحة في ظل الاتصال المعزز

يُعقد معرض سوق السفر العربي 2025 في مركز دبي التجاري العالمي حتى 1 مايو، تحت شعار: "السفر العالمي: تطوير سياحة الغد من خلال الاتصال المعزز"

ويستقطب الحدث أكثر من 55,000 متخصص سياحي من 166 دولة، بمشاركة أكثر من 2,800 عارض في ثلاث منصات محتوى رئيسية:

المنصة العالمية (Global Stage) منصة المستقبل (Future Stage) منصة فعاليات الأعمال (Business Events Stage)

وتشمل الشراكات الاستراتيجية للمعرض كلًا من:

دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي (الشريك الرسمي للوجهة)، طيران الإمارات (الناقل الرسمي)، فنادق ومنتجعات IHG (شريك الإقامة الرسمي)، الريس للسفر (شريك إدارة الوجهات الرسمي).