في عالم تتسارع فيه التكنولوجيا العسكرية، وتزداد فيه الحروب تعقيدًا تأتي طائرات الإنذار المبكر والسيطرة الجوية (AWACS) أو الرادار الطائر، تمثل واحدة من أخطر أدوات الحسم الاستراتيجي، فهي لا تكتفي برصد الأهداف الجوية والبحرية والبرية من مسافات بعيدة، بل توجه المقاتلات وتنسق الدفاعات وتكشف حتى الطائرات الشبحية المصممة خصيصًا لتفادي الرادارات. فمن يملك هذه الوحوش الجوية، يمتلك التفوق المعلوماتي في أي معركة.

ما هي طائرات الإنذار المبكر ؟

طائرات الإنذار المبكر هي طائرات مزودة برادارات ضخمة متقدمة وأجهزة استشعار ومراقبة واتصال، تُستخدم لاكتشاف التهديدات الجوية والبحرية من مدى بعيد جدًا، وغالبًا ما تستطيع تغطية دائرة قطرها مئات الكيلومترات. لا تكتفي هذه الطائرات بالرصد، بل تنسق عمليات المقاتلات والدفاعات الجوية، وتعمل كمركز قيادة طائر.

أشهر طائرات الإنذار المبكر في العالم

E-3 Sentry AWACS – أمريكا (بوينغ ونورثروب غرومان)

واحدة من أشهر طائرات الإنذار المبكر، تعتمد على طائرة بوينغ 707 ومزودة برادار AN/APY-2. دخلت الخدمة في الثمانينيات وتستخدمها أمريكا وحلف الناتو والسعودية. تتميز بقدرتها على رصد الأهداف من مسافة تصل إلى 400 كم وتتبع أكثر من 100 هدف في نفس الوقت.

E-7 Wedgetail – أمريكا/أستراليا (بوينغ)

طائرة حديثة تعتمد على هيكل بوينغ 737، تتميز برادار AESA متطور للغاية (MESA) بمدى كشف يصل إلى 600 كم. دخلت الخدمة في أستراليا وتركيا وكوريا الجنوبية وبريطانيا، وتعد من الأفضل حاليًا في فئتها.

KJ-2000 وKJ-500 – الصين

الصين طورت هذه الطائرات لتكون أساس منظومتها للإنذار المبكر. الـKJ-2000 تعتمد على منصة Il-76 الروسية، أما KJ-500 فهي أخف وأحدث، تعتمد على طائرة Y-9. تتميز بقدرات متقدمة على تتبع الطائرات الشبحية، بفضل دمج الذكاء الاصطناعي في معالجة بيانات الرادار.

A-50U Shmel – روسيا (توبوليف وإلكترونيات KRET)

النسخة المطورة من A-50، وتعد أساس قدرات الإنذار المبكر الروسية، تستخدم رادار Vega Shmel-M قادر على تتبع 150 هدفًا، وكشف الطائرات الشبحية على ارتفاعات عالية.

Saab Erieye – السويد

نظام راداري محمول على طائرات مثل Saab 340 أو Embraer 145 أو GlobalEye (على منصة Bombardier). يمتاز بمرونة الاستخدام، وسهولة الصيانة، ومدى رصد جيد (نحو 450 كم). تستخدمه دول مثل البرازيل، باكستان، السعودية، الإمارات.

الشركات والدول المنتجة

أبرز الشركات المنتجة لأنظمة الإنذار المبكر تشمل:

بوينغ (أمريكا)

نورثروب غرومان (أمريكا)

KRET (روسيا)

Saab (السويد)

CASIC وAVIC (الصين)

Elta Systems (إسرائيل)

الدول الرائدة في هذه التكنولوجيا حاليًا: الولايات المتحدة، روسيا، الصين، السويد، إسرائيل، والمملكة المتحدة.

الأسعار التقديرية

E-7 Wedgetail: حوالي 1.5 مليار دولار للطائرة الواحدة شاملة التجهيزات والرادار.

E-3 Sentry: نحو 400-500 مليون دولار (حسب التحديثات).

KJ-500 الصينية: تقارب 250 مليون دولار.

A-50U الروسية: حوالي 300-350 مليون دولار.

Saab GlobalEye: تصل إلى 500-600 مليون دولار للطائرة.

من الأفضل في 2025؟

من حيث الأداء والتقنيات، تتفوق الـE-7 Wedgetail في القدرات الشاملة، خاصة بفضل الرادار AESA الذي يتيح تتبع مئات الأهداف بدقة وبزاوية 360 درجة دون الحاجة لتدوير الهوائي. وهي تستخدم حاليًا في أحدث أساطيل حلف الناتو.

أما الطائرات الصينية KJ-500، فتمثل تطورًا هائلًا في قدرات بكين على مواجهة التهديدات الشبحية، حيث صُممت خصيصًا لاكتشاف مقاتلات مثل F-22 وF-35، ما يجعلها خطًا دفاعيًا أول ضد الهيمنة الجوية الأمريكية.

الروس لا يزالون يعتمدون على منصة A-50U، وهي جيدة في بيئات الحرب الإلكترونية، لكنها تعاني من تأخر في تحديث البرامج والأنظمة مقارنةً بالغرب.

الطائرات السويدية Erieye وGlobalEye تنافس بقوة من حيث المرونة والاعتمادية والتكلفة، وتعتبر مثالية للدول متوسطة القدرات العسكرية.

في النهاية، الدولة التي تمتلك طائرة إنذار مبكر حديثة مع شبكة دفاع جوي متكاملة، قادرة على حرمان الخصم من التفوق الجوي. فهذه الطائرات لا تكتشف فقط، بل تنسق، وتوجه، وتحسم المعركة قبل أن تبدأ.

اقرأ أيضًا: الهند وباكستان.. صراع جوي متجدد وترتيب عالمي يعيد رسم موازين القوى

نسخ الرابط تم نسخ الرابط