كتب – محمود طلبة

شهدت أستراليا اليوم السبت انتخابات عامة اتسمت بتوترات اقتصادية شديدة أبرزها التضخم المتصاعد وأزمة السكن الحادة، فيما توجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع وسط ترجيحات بفوز رئيس الوزراء الحالي أنتوني ألبانيز بولاية جديدة رغم أجواء من القلق العام وعدم اليقين الاقتصادي العالمي.

ورغم أن استطلاعات الرأي تمنح حزب العمال تقدما مريحا على خصومه، إلا أن فرص الحزب في الحفاظ على الأغلبية البرلمانية تبدو مهددة، خصوصاً مع محاولات زعيم المعارضة بيتر داتون قلب المعادلة عبر كسب مقاعد جديدة تجبر العمال على تشكيل حكومة أقلية.

وأدليا ألبانيز وداتون بأصواتهما في مدينتي سيدني وبريسبان على التوالي، بعد حملة انتخابية محتدمة شملت ولايات مختلفة وطغت عليها قضايا المعيشة والضرائب والتوترات التجارية العالمية خصوصا تداعيات السياسة الحمائية التي تبناها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

مخاوف من تراجع الأغلبية

وتظهر استطلاعات الرأي تقدما طفيفا لحزب العمال حيث نال 52.5% من أصوات التفضيل الثنائي مقابل 47.5% لتحالف الأحرار بحسب ما نشرته صحيفة ذا أستراليان.

ويحذر المخططون الاستراتيجيون داخل الحزب من أن الحفاظ على الأغلبية الحالية البالغة 76 مقعداً من أصل 150 يتطلب كسب أراضٍ إضافية لا سيما في ضواحي ملبورن ونيو ساوث ويلز.

ويسعى داتون لاستعادة تجربة المعجزة الانتخابية التي حققها سكوت موريسون في 2019 معولاً على الناخبين المترددين الذين قد يرفضون منح ألبانيز فترة ثانية.

وقال داتون لهيئة الإذاعة الأسترالية إن هناك كثيراً من الأستراليين الذين يحتفظون بآرائهم حتى لحظة الاقتراع معربا عن ثقته في حدوث مفاجأة انتخابية.

وبدت مصادر مقربة من حملة التحالف المحافظ أقل تفاؤلا مشيرة إلى أن السيناريو الأكثر واقعية هو تقليص عدد مقاعد العمال دون إسقاط الحكومة بالكامل حسب ما نقلته صحيفة الجارديان.

الاقتصاد والرسوم الجمركية

تأتي الانتخابات الأسترالية في توقيت حساس، حيث تشكل أزمة غلاء المعيشة محور اهتمام الناخبين، فقد أدت إفلاسات متزايدة في قطاع البناء إلى ارتفاع كبير في أسعار العقارات والإيجارات وهو ما ضاعف من الضغوط على دخل الأسر.