في تصعيد جديد يُهدِّد بتوسيع رقعة الصراع الإقليمي، أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيين) عن تنفيذ هجوم نوعي استهدف قاعدة “رامات ديفيد” الجوية داخل الأراضي المحتلة، باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي من طراز “فلسطين 2”.

يأتي هذا الهجوم في إطار ما وصفته الجماعة بـ”الرد الاستراتيجي” على الانخراط الأمريكي والإسرائيلي في الحرب على غزة، وتوسيع نطاق العمليات في البحر الأحمر.

ويُثير الإعلان تساؤلات جوهرية حول مستوى التسليح الذي باتت تمتلكه الجماعةُ، ومدى قدرة الدفاعات الأمريكية والإسرائيلية على احتواء هذه التهديدات المتسارعة.

ووفقًا للمتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، فإن الصاروخ أصاب هدفه بدِقَّة، متجاوزًا المنظومات الدفاعية الأمريكية والإسرائيلية.

قدرات الحوثيين العسكرية في مواجهة أمريكا وإسرائيل

تمتلك جماعة الحوثي ترسانة متنوعة من الأسلحة التي تُستخدم في عملياتها ضد أهداف أمريكية وإسرائيلية، وتشمل:

الصواريخ الباليستية

صاروخ “فلسطين 2”: صاروخ باليستي فرط صوتي يعمل بالوقود الصلب على مرحلتين، يصل مداه إلى 2150 كيلومترًا، وسرعته 16 ماخ، مع قدرة عالية على المناورة وتقنيات تخفي، مما يجعله يتجاوز أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة.

صواريخ “قدس 2″ و”قدس 3″ و”قدس 4”: صواريخ باليستية متوسطة إلى طويلة المدى، تتراوح مداها بين 1350 و2000 كيلومتر، قادرة على استهداف عمق الأراضي الإسرائيلية.

صاروخ “عاصف”: صاروخ باليستي مضاد للسفن، يحمل رأسًا حربيًا يزن 500 كيلوجرام، ويبلغ مداه 400 كيلومتر، يعتمد على توجيه كهربائي بصري لتتبع الهدف.

الطائرات المسيّرة

يمتلك الحوثيون طائرات مسيَّرة متطورة، أبرزها:

صماد 3″: طائرة مسيّرة انتحارية بمدى يتراوح بين 1200 و1500 كيلومتر، قادرة على تنفيذ هجمات دقيقة على أهداف بعيدة المدى. ([El Watan News][3]).

الغواصات المُسيرة

أعلنت جماعة الحوثي عن إدخال “سلاح الغواصات” ضمن عملياتها في البحر الأحمر؛ حيث تم تدمير غواصة مُسيرة في المياه التي يسيطر عليها الحوثيون، مما يمثل تهديدًا جديدًا للسفن في المنطقة.

صواريخ كروز المضادة للسفن

تستخدم الجماعة صواريخ كروز متطورة، مثل:

المندب2: صاروخ يمكن إطلاقه من الشاحنات، يُعتقد أنه نسخة مشابهة لصاروخ “سي 802” الصيني، ويُستخدم في مهاجمة السفن في البحر الأحمر.

القدرات الإلكترونية والاستخباراتية

تشير تقارير إلى أن الحوثيين يستفيدون من الدعم الإيراني في مجال الاستخبارات، حيث توفر لهم سفينة التجسس الإيرانية “مشهد” معلومات استخبارية تساعد في تحديد الأهداف وتنفيذ الهجمات بدقة.

التحديات التي تواجهها أمريكا وإسرائيل

رغم التفوق العسكري الأمريكي والإسرائيلي، إلا أن جماعة الحوثي تشكل تحديًا كبيرًا بسبب:

القدرة على تنفيذ هجمات بعيدة المدى: تمتلك الجماعة صواريخ وطائرات مسيّرة قادرة على الوصول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية واستهداف السفن في البحر الأحمر.

المرونة والتخفي: تعتمد الجماعة على منصات إطلاق متنقلة وتستخدم تقنيات التخفي، مما يصعب من مهمة رصدها وتدميرها.

الدعم الخارجي: تحصل الجماعة على دعم تقني واستخباراتي من إيران، مما يعزز من قدراتها العسكرية.

في ظل هذه التطورات، تستمر جماعة الحوثي في تنفيذ عملياتها العسكرية، مما يفرض تحديات أمنية متزايدة على الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة.

الهجوم المعلن يمثل نقلة نوعية في قدرات الحوثيين من حيث المدى، السرعة، والدقة. فالصواريخ الفرط صوتية لديها قدرة على المناورة أثناء الطيران.

صاروخ “فلسطين 2″، الذي أعلنت عنه الجماعة مؤخرًا، يتمتع بمواصفات تفوق تقنيًا ما سبق استخدامه، ويُظهر تطورًا كبيرًا في الدعم الهندسي الإيراني الذي يُعتقد أنه يقف وراء برمجته وتصنيعه.

من الناحية الاستراتيجية، فإن استهداف قاعدة جوية داخل إسرائيل يشير إلى تحول الحوثيين من أدوات ردع بحرية إلى فاعل عسكري إقليمي يمتلك أدوات تأثير على عمق التحالف المناهض له.

كما أن هذا التطور قد يفرض على تل أبيب وواشنطن إعادة تقييم قواعد الاشتباك في المنطقة، وإدخال البحر الأحمر واليمن ضمن نطاق الأولويات العسكرية الفورية.

وكانت جماعة الحوثي في اليمن، قد أعلنت اليوم الجمعة، استهداف قاعدة “رامات ديفيد” الجوية الإسرائيلية شرقي منطقة حيفا.

وأكد بيان صادر عن القوات المسلحة التابعة للحوثيين “أن القوة الصاروخية استهدفت قاعدة “رامات ديفيد” الجوية التابعة للعدو الإسرائيلي شرقي منطقة حيفا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع فلسطين 2″.

وأشار البيان إلى “أن الصاروخ وصل إلى هدفه بنجاح وفشلت المنظومة الاعتراضية في التصدي له”.

اقرأ أيضًا: أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية.. فرص اختراق القبة الحديدية ومقلاع داوود وثاد

نسخ الرابط تم نسخ الرابط