ابوظبي - ياسر ابراهيم - الجمعة 2 مايو 2025 09:20 صباحاً - أعلنت شركة أبل أن الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على المنتجات المستوردة من الصين ستؤدي إلى زيادة في تكاليفها التشغيلية تُقدّر بنحو 900 مليون دولار خلال الربع المالي الثاني من العام، في ظل استمرار السياسة التجارية المتشددة التي تنتهجها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة، تيم كوك، أن غالبية أجهزة "آيفون" المخصصة للسوق الأمريكية ستُصنّع في الهند، في حين سيتم إنتاج معظم الأجهزة الأخرى — مثل "آيباد" و"ماك" و"أبل ووتش" و"إيربودز" — في فيتنام، وهو ما يُعد خطوة استراتيجية لتفادي الرسوم الجمركية البالغة 145% المفروضة على السلع الصينية، وتقليل الاعتماد على سلاسل الإمداد الآسيوية المتمركزة في الصين.

وأكد كوك أن الشركة تعمل على تنويع قاعدة التصنيع وتفادي "مخاطر الاعتماد على مصدر واحد"، في إشارة إلى تجربة السنوات الماضية التي كشفت هشاشة سلاسل التوريد العالمية خلال الأزمات الجيوسياسية والاقتصادية.

وسجلت أبل نتائج مالية فصلية فاقت توقعات المحللين، مدفوعة بتحسن الطلب على أجهزة آيفون، وخصوصا طراز iPhone 16e منخفض التكلفة. وبلغ صافي أرباح الشركة خلال الفترة من يناير إلى مارس نحو 24.8 مليار دولار، بزيادة قدرها 4.8% مقارنة بالعام الماضي، فيما ارتفعت الإيرادات إلى 95 مليار دولار، بنمو قدره 5%.

وبالرغم من تلك النتائج الإيجابية، تراجعت أسهم أبل بنحو 4% في تعاملات ما بعد الإغلاق، في ظل قلق المستثمرين من التأثير طويل الأمد للرسوم الجمركية على أداء الشركة. ومع ذلك، ارتفع سهم أبل خلال التداولات اليومية بنسبة 0.39%، بعد إعلان الشركة خططها لتوسيع قدراتها التصنيعية خارج الصين.

وتشير تقديرات محللين إلى أن فرض رسوم جمركية بنسبة 50% تقريبا على الواردات الصينية قد يضيف ما بين 300 إلى 500 دولار إلى تكلفة هاتف "آيفون 16 برو"، ما يُهدد بضغط إضافي على المستهلكين إذا قررت الشركة تمرير جزء من التكلفة إليهم.

وكانت أبل من بين أكثر شركات التكنولوجيا تضررا من السياسات التجارية الأمريكية الجديدة، نظرا لاعتمادها الكبير على الصين، حيث تقع غالبية مصانعها وخطوط إنتاجها. وتُراقب الأسواق عن كثب مدى قدرة الشركة على إعادة هيكلة سلاسل التوريد بما يتناسب مع المعطيات الجيوسياسية الجديدة.

في الوقت ذاته، تترقب الأوساط المالية ما إذا كانت الحكومة الأمريكية ستمنح إعفاءات جمركية جزئية لبعض المنتجات الإلكترونية، وهو ما قد يصبّ في مصلحة شركات مثل أبل التي تسعى لإعادة التوازن بين الكلفة والمرونة التصنيعية.

هبه الوهالي

أعمل كقائد فريق في الخليج 24، مع إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي. عملت من قبل مع حال الخليج كمديرة قسم أخبار الخليج وكاتبة ومحررة للمقالات والأخبار العالمية والعربية. أحمل شهادة البكالوريوس في الصحافة وعلم الاجتماع من جامعة بيرزيت - فلسطين. ولي خبرة طويلة في إعداد وتحرير المحتوى والمضامين وإنتاج المقالات والأخبار للعديد من المواقع الإلكترونية والإذاعات المحلية، كما لدي خبرة ومعرفة غنية في مجال العلاقات العامة والإعلام وتنسيق المشاريع وإدارتها.