نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الراقصة أماني لـ"النهار": الرقص الشرقي يُشوَّه والخيط رفيع بين الجمال والابتذال - تكنو بلس, اليوم الجمعة 2 مايو 2025 06:58 صباحاً
في اليوم العالمي للرقص، توجّهت الراقصة اللبنانية أماني برسالة وجدانية، اعتبرت فيها أن الرقص، خصوصاً الرقص الشرقي، "لغة عالمية تتجاوز الحدود الجغرافية واللغوية، وتخاطب الروح مباشرة". وقالت: "بالنسبة لي، يشكّل اليوم العالمي للرقص دليلاً على عالمية هذه اللغة التي لا تتحدّى دولة ولا تنتمي إلى لسان بعينه، بل تتحدث بلغة الجسد التي يفهمها الجميع".
من زمن الفن الجميل، تواصل أماني مسيرتها كأحد أبرز وجوه الرقص الشرقي الراقي، وترى أن الرقص مرآة للروح، يكشف هوية الإنسان بصدق، بخلاف الكلمات التي يمكن تزييفها أو تجميلها. وتؤمن أن "الرقص هو ارتقاء بالذات، كما هو الفن عموماً. لكن الرقص تحديداً يكشف الشخصية الحقيقية للإنسان، سواء أكان يحمل هوية وطنية أم شخصية فنية أو حتى ذاتية".
الراقصة أماني
مع ذلك، لا تُخفي أماني قلقها من ما وصفته بـ"الانحدار في تقديم هذا الفن"، وترى أن الخط الفاصل بين الرقي والابتذال بات هشّاً. وتقول: "البحر الجميل يمنح الإنسان خيرات جمّة، من الملح والطاقة إلى الأسماك والغذاء، لكنه في الوقت نفسه قد يكون سبباً في الغرق والموت. فكل شيء له وجهان: الإيجابي والسلبي. والرقص الشرقي ليس استثناء، إذ يحمل الكثير من الإيجابيات، ولكن هناك خيطاً رفيعاً يفصل بين الجمال والقبح، بين الرقي والانحدار".
وتابعت قائلة: "الشعرة الفاصلة بين التهذيب وقلة التهذيب دقيقة للغاية، وهذا ما نراه في وقتنا الحاضر. ثمة مشاهد مخجلة لم تكن تُعرض سابقاً على العلن، بل كانت مخفية في أماكن مغلقة كالملاهي الليلية. أما اليوم، فأصبح الابتذال يُقدّم كأنه القاعدة، بينما تهمّش العروض الراقية التي تحترم الذوق العام".

الراقصة اللبنانية أماني
وعن التباس المفاهيم لدى البعض، قالت: "للأسف، أصبح يُطلق على الرقص الشرقي اليوم مصطلح (هزّ البطن) أو (Belly Dance)، وأنا أرى أن هناك فرقاً شاسعاً بين الرقص الشرقي الحقيقي، وبين ما نراه اليوم من استعراضات تُباع على أنها فن، بينما هي أقرب إلى عروض تجارية تروّج للجسد لا للثقافة. ثمة من يقدّم الجنس المغلّف لا الفن، وهذا الخلط المؤلم أضرّ بالصورة الأصيلة للرقص الشرقي. ومن هنا تنبع حساسية هذا الموضوع، خصوصاً بعدما أتاحت منصات التواصل الاجتماعي لكل شخص عرض ما يراه مناسباً، بغض النظر عن القيم أو الرسائل الفنية".
وتلفت أماني إلى أن حتى بدلة الرقص لم تسلم من الانتهاك، قائلة إن تصميمها تغيّر مع الزمن بما يخدم الكشف الجسدي أكثر من الأداء الفني. وتضيف: "الراقصة التي تحترم فنها لا تحتاج إلى التعري، بل إلى إحساس حقيقي ورسالة ثقافية راقية".

أماني خلال ورشة تدريبية
وتستذكر تحذيراتها القديمة من "استيراد الرقص الشرقي من الخارج"، قائلة: "منذ أكثر من ثلاثين سنة قلت إننا سنصل إلى يوم نرى فيه العالم كله يرقص شرقي أفضل منا، إذا لم نحترم هذا الفن ونحمه. وها نحن نراه يتحوّل اليوم إلى استعراض بلا مضمون، تُقلّده الأجنبيات بطريقة مشوّهة لأن الأصل الذي نقدّمه لهن أصبح رديئاً".
لم تتوقّف أماني يوماً عن الرقص، ولا تزال تواصل تصدير خبراتها من خلال ورش تدريبية تشارك فيها راقصات من مختلف أنحاء العالم. وتختم بدعوة صادقة: "الرقص الشرقي حضارة لا يجوز تشويهها. علينا أن نعيد إلى هذا الفن روحه الحقيقية، وأن نُربّي الأجيال على أنّه ليس مجرّد حركة جسدية، بل تعبير عن عمق حضاري وروحي وثقافي".
0 تعليق